You are in:Home/Publications/سيمولوجيا التغطية المصورة لاحداث ثورة 25 يناير فى صحف الاهـرام والـوفـد والمصرى اليوم : "دراسة تحليلية مقارنة"

Dr. amel mohamed amin khattab :: Publications:

Title:
سيمولوجيا التغطية المصورة لاحداث ثورة 25 يناير فى صحف الاهـرام والـوفـد والمصرى اليوم : "دراسة تحليلية مقارنة"
Authors: Amel Mohamed Amin Khattab
Year: 2015
Keywords: Not Available
Journal: Not Available
Volume: Not Available
Issue: Not Available
Pages: Not Available
Publisher: Not Available
Local/International: International
Paper Link: Not Available
Full paper amel mohamed amin khattab_1.docx
Supplementary materials Not Available
Abstract:

سيمولوجيا التغطية المصورة لاحداث ثورة 25 يناير فى صحف الاهـرام والـوفـد والمصرى اليوم : "دراسة تحليلية مقارنة" اعـداد د. امل محمد خطاب المدرس بكلية الاعلام – الجامعة الحديثة amkhattab@hotmail.com ت: 01001060850 مقدمة كانت ثورة 25 يناير مفاجأة لم تتوقعها القوى السياسية، فكان الظن أنها مظاهرة وسيتعامل معها الأمن، ولا سيما أن موعد التظاهرة الأولى كان محددا من قبل ، فقد جرى التهوين كثيرا من أهمية الحدث، وتم الاعتماد على وزارة الداخلية في معالجة الموقف برمته ، ولم تكن هناك خطة اعلامية مسبقة أو مجموعة منظمة لإدارة الأزمة اعلامياً، فتميز أداء المؤسسة الإعلامية بالتغير حسب مراحل الثورة وظهر هذا بشكل واضح فى الصحافة القومية ، خاصة فيما يتعلق بالتغطية الخبرية . مشكلة الدراسة يتضح مما سبق ان للصورة الصحفية دوراً بازاً فى التغطية الاخبارية للاحداث ، ويتعاظم هذا الدور بصفة خاصة فى حالة تغطية الحروب والثورات والانقلابات العسكرية التى تزج بالوقائع والاحداث التى تحتاج الى التغطية المصورة فى محاولة من الصحف لاشباع شغف قارىء لم يعد يقتنع بالقراءة بل يطوق الى رؤية ما يحدث على ارض الواقع ، وهذا يجعل الصحيفة المطبوعة تصمد امام وسائل الاعلام الالكترونية التى تنقل الاحداث صوتاً وصورة. يتضح ايضا ان الثورة المصرية التى بدات احداثها فى 25 يناير هى ثورة غير متوقعة او مخطط لها ولم يعد الاعلام بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة لها العدة باعداد خطة محددة المعالم ذات فلسفة واستراتيحية متماشية مع توجهات وانتماءات كل صحيفة . وعليه تتمثل مشكلة هذه الدراسة فى دراسة وتحليل وتفسير التغطية المصورة لاحداث ثورة 25 يناير 2011 فى صحف الاهرام والوفد والمصرى اليوم - مقتصرة على الصورة الفوتوغرافية شخصية كانت او موضوعية - تحليلا سيمولوجيا للبحث في المقاصد المباشرة وغير المباشرة، وتشغيل آليات التأويل لاستنتاج المعنى التضمينى الذى تبثه هذه الصور المنشورة من خلال دراسة وتحليل عدة متغيرات تشمل خصائص وأنماط المصادر التى اعتمدت عليها صحف الدراسة فى الوصول الى الصور الفوتوغرافية المختلفة التى نشرتها حول احداث الثورة ، وزوايا التصوير ودلالاتها ، وشخصيات الصور واتجاهاتها ، وموضوع الصور، واتجاه مضمون الصور ، واستخدام الرسائل الكلامية ، بما يكشف عن أثر كل ذلك فى بناء تحيزات التغطية الصحفية فى الصحف المدروسة تجاه الاحداث، ويكشف عن الجوانب والمضامين الحقيقية التى لقت عناية صحف الدراسة وسط زخم احداث ووقائع الثورة ، وبما يوضح ويحلل ويفسر الكيفية التى تناولت بها الصحف المصرية احداث الثورة وما اذا كان هناك فروق فى طبيعة الرسائل التى تقدمها التغطية المصورة فى صحف الدراسة ومبرراته ، فضلا عن دراسة وتحليل الملامح الاخراجية للصورة الصحفية من حيث عدة متغيرات هى : النوع ، واللون ، والموقع خلال الصحيفة وعلى الصفحة الواحدة ، والمساحة ، بما يكشف عن آليات توظيف اجراءات اخراجية فى بناء تحيزات نحو الاحداث وبما يكشف عن الكيفيه التى ظهرت بها صورة الثورة فى هذه الصحف وقدر الاهتمام الذى اولته كل صحيفة للحدث وما اذا كان هناك فروق بين صحف الدراسة ومبرراته . اهداف الدراسة انطلاقا من المشكلة البحثية تسعى الدراسة الى تحقيق عدة اهداف نجملها فيما يلى : 1- فحص الرسائل الخفية "Hidden Message " التي تبثها الصور الفوتوغرافية المنشورة بصحف الدراسة للوقوف على المعاني والقيم والاتجاهات التي تريد الصحيفة توصيلها للقارىء. والتعرف على مدى اتساق او تعارض ما يبث من رسائل مع توجهات الصحيفة المعلنة. 2- دراسة الكيفية التى تناولت بها الصحف المصرية احداث ثورة 25 يناير ، ومدى اهتمام صحف الدراسة باحداث الثورة من خلال التغطية المصورة لكل صحيفة منها لقضية البحث ، وذلك من خلال تحليل عناصر الشكل للصورة الصحفية اى جوانب المعالجة الاخراجية للصورة الفوتوغرافية بما يشمل عناصر النوع والموقع واللون والمساحة. 3- دراسة اوجه الشبة والاختلاف بين صحف الدراسة فيما يتعلق بالجوانب المختلفة للتغطية المصورة لكل صحيفة منها بما يشمل الجوانب التالية: النوع ، المصدر ،اللون ، الموقع خلال الصحيفة وعلى الصفحة الواحدة ، المساحة ، والمضمون واتجاهاته . 4- الوقوف على المصادر المختلفة التى اعتمدت عليها صحف الدراسة فى التغطية المصورة لاحداث الثورة . 5- رصد الموضوعات المختلفة للصور الموضوعية التى ركزت عليها صحف الدراسة فى التغطية المصورة لاحداث الثورة . 6- دراسة اتجاه موضوعات الصور الموضوعية التى ركزت عليها صحف الدراسة فى التغطية المصورة لاحداث الثورة . 7- التعرف على الشخصيات التى حرصت على اظهارها صحف الدراسة فى تغطيتها المصورة لاحداث الثورة بما يشمل الصور الموضوعية والصور الشخصية. أهمية الدراسة: تتأكد أهمية هذه الدراسة انطلاقاً من عدد من العوامل المرتبطة وذلك على النحو التالى: 1- تضطلع هذه الدراسة - فى جزء منها- بعملية تفكيك لبنية الصورة الصحفية الفوتوغرفية من أجل دراستها كخطاب له توجهات محددة يتم تجسيدها عبر توظيف اشارات بصرية واشخاص ظاهرين بسنهم ونوعهم وملابسهم وعناصر تتعلق بفنيات اختيار الزوايا المختلفة إضافة إلى النص المرافق للصورة اى العنوان والشعارات ، وهى محاولة بحثية تكتسب أهميتها انطلاقاً من أنها تتضمن أبعاداً كمية وكيفية للكشف عن حدود توظيف عناصر الصورة لبناء التحيزات داخل التغطية الصحفية للقضية موضع الدراسة. 2- تتأكد أيضاً أهمية هذه الدراسة من واقع أن تحليل التغطية المصورة لصحف مصرية للشئون الداخلية يمنحنا فرصة لفهم الآليات التى تستند إليها هذه التغطية المصورة من أجل تأطير الأحداث والشخصيات وبناء تحيزات محددة تجاه الاحداث ، وذلك لما لهذه المعالجات من أدوار مهمة فى التأثير على معارف وتوجهات الرأى العام إزاء القضايا والأحداث ، حيث أثبتت عديد من بحوث التأثيرات الإعلامية أن خصائص التغطية الخبرية فى وسائل الإعلام تمثل عاملاً مهماً فى تشكيل نمط إدراك وفهم الجمهور لهذه الشئون. 3- كذلك تتأتى أهمية هذه الدراسة انطلاقاً من أنها تنمى معرفتنا بظاهرة تخص أنماط معالجة الصحافة المصرية لواحدة من أهم الاحداث الآنية وهى الثورة المصرية فى أحداثها وتطوراتها ، وهو مجال بحثى يجتذب جهود باحثين ويحتاج إلى تعميق معرفتنا بتطورات معالجة الصحف لأحداثه . تساؤلات الدراسة : تأسيساً على مشكلة الدراسة واتساقاً مع أهدافها وانطلاقاً من اعتماد الدراسة على أدوات التحليل الكمى والكيفى، تسعى الدراسة للإجابة على التساؤلات التالية: 1- ما نسب ونمط حضور كل من انواع الصور الفوتوغرافية (شخصية وموضوعية) داخل التغطية الصحفية لكل جريدة؟ وما دلالات ذلك فى التعبير عن توجهات كل جريدة إزاء الاحداث ؟ 2- ما طبيعة مصادر الصور الصحفية الفوتوغرافية التى اعتمدت عليها صحف الدراسة فى تغطية أحداث ومواقف ثورة 25 يناير، وما حدود الاتساق أو الاختلاف بين صحف الدراسة، وما دلالات ذلك؟ 3- ما اهم المضامين التى ركزت عليها الصور الموضوعية فى اطار التغطية الصحفية لاحداث الثورة فى صحف الدراسة؟ وما حدود الاتساق والاختلاف بين الصحف وما دلالات ذلك؟ 4- ما نوع وسمات الشخصيات التى نسبت لها صحف الدراسة أدواراً وصفات فى تغطيتها المصورة لاحداث الثورة ، وما أثر ذلك فى بناء رسائل ومعانى ، وما حدود الاتساق أو الاختلاف بين صحف الدراسة وما دلالات ذلك؟ 5- ما اهم الاتجاهات التى ابرزها مضمون الصور الفوتوغرافية الشخصية والموضوعية المنشورة فى اطار التغطية الصحفية لاحداث الثورة فى صحف الدراسة؟ وما حدود الاتساق والاختلاف بين الصحف وما دلالات ذلك؟ 6- ما ملامح توظيف المعالجات الاخراجية للصورة الفوتوغرافية لكل من صحف الدراسة ، وخاصة من حيث عوامل اللون ، والموقع خلال الصحيفة وعلى الصفحة الواحدة ، واخيرا عامل المساحة ، بما يكشف عن آليات توظيف اجراءات اخراجية فى بناء تحيزات نحو الاحداث، وبما يعطى مؤشرا على مدى اهتمام الصحف باحداث الثورة ؟ وما حدود الاتساق أو الاختلاف بين صحف الدراسة في هذا الصدد؟ 7- ما ابرز زوايا التصوير المستخدمة فى الصور المدروسة وما دلالات توظيف هذه الزوايا فى مجال توصيل ايحاءات ومعانى معينة لأحداث القضية موضع الدراسة وتأثيرات هذا التوظيف فى بناء تحيزات فى كل من الصحف تجاه احداث الثورة ؟ وما حدود الاتساق أو الاختلاف بين صحف الدراسة في هذا الصدد؟ 8- هل دعمت الصحف المدروسة الصورة الموضوعية برسائل كلامية فى اطار تغطيتها لاحداث الثورة ؟وما أثر ذلك فى تأطير مواقف الاطراف المشتركة فى الحدث وبناء تحيزات نحوهم؟ وما حدود الاتساق أو الاختلاف بين صحف الدراسة في هذا الصدد؟ مناهج الدراسة: تعتمد هذه الدراسة على إطار منهجى يتسق وأهدافها ، ويدعم عملية الوصول إلى نتائج ذات جدوى وصلة مباشرة بالمشكلة البحثية، حيث توظف الباحثة منهج المسح باعتبار ما يمنحه من إمكانيات رصد وتحليل المضمون الصحفى على امتداد فترة زمنية بأسلوب الحصر الشامل، كما اعتمدت الباحثة على المنهج المقارن فيما يخص سياقات المقارنة بين الجرائد بعضها وبعض، وذلك من اجل الاجابة على بعض تساؤلات الدراسة . عينة الدراسة تتناول هذه الدراسة احداث ثورة يناير المصرية كما صورتها واوضحتها صحف الاهرام والوفد والمصرى اليوم ، وذلك فى الفترة من 26 يناير 2011 حتى 12 فبراير 2011. جاء اختيار الباحثة لعينة الصحف الممثلة تأسيساً على متغيرات وثيقة الصلة بأهداف الدراسة بحيث تعبركل صحيفة عن مختلف أنماط الملكية الموجودة فى الواقع الصحفى المصرى لدراسة مدى انعكاس نمط الملكية على نوعية التغطية الصحفية واهدافها والوظائف التى تسعى كل جريدة الى تحقيقها . وانطلاقاً مما سبق اجرت الباحثة دراسة استطلاعية استعانت بتوجهات مجموعة من الاساتذة والمحكمين اسفر عن اختيار جريدة الاهرام القومية المملوكة للدولة والتى تصدر عن المؤسسة الاكبر حجما وامكانات تقنية ، وجريدة الوفد الحزبية الصادرة عن حزب الوفد الجديد باعتبارها جريدة حزبية ، وجريدة المصرى اليوم المستقلة التى تصدر على مؤسسة تؤل ملكيتها للأفراد وربما تقدم طرحاً مختلفاً عما تقدمه الصحف التابعة لقوى السياسية ذات توجيهات واضحة. وقد أظهرت الدراسة الاستطلاعية ان هذه الصحف الاكثر اهتماماً بقضية الدراسة حيث اعتمدت بدرجة كبيرة على عنصر الصورة الصحفية بانواعها فى تغطيتها لاحداث الثورة ،كما خصصت كل صحيفة منهم فى كثير من الاحيان ملحقاً خاصاً لتغطية تطورات الاحداث ، يضاف الى ذلك تشابة الصحف فى دورية الصدور فكل منهم صحيفة يومية . وفيما يتعلق بالفترة الزمنية للدراسة التى تبدأ من 26 يناير حتى 12 فبراير 2011 ، فهى تمثل مرحلة هامه فى مراحل الثورة المصرية ، فتاريخ 26 يناير هو بداية التغطية الصحفية المصورة للاحداث التصاعدية للثورة المصرية ، وتاريخ 12 فبراير يمثل بداية السقوط المعلن للنظام حيث تم خلع رئيس الجمهورية فى 11 فبراير واعلان المجلس العسكرى تولى ادارة البلاد لفترة انتقالية حددها فى 6 اشهر ، وبالتالى فقط توحدت اتجاهات التغطية المصورة لصحف الدراسة فى اتجاه واحد وهو دعم الثورة المصرية والتبشير بعهد جديد . اسلوب البحث اعتمدت الدراسة اسلوب الحصر الشامل لكل الصور الصحفية شخصية وموضوعية التى نشرتها كل من صحف الدراسة حول احداث ووقائع ثورة 25 يناير ، بما يشمل الصور المنشورة على كل صفحات الصحيفة - الاولى والداخلية والاخيرة - وذلك حرصاً على ان تأتى النتائج وهى تتسم باكبر قدر من الصدق والدقة والموضوعية . ادوات جمع البيانات ان افتراض منهجية متكاملة لتحليل الرسائل البصرية التى تبثها الصور الفوتوغراقية تبدو معقدة وصعبة ، وعلى الباحث ان يكون مجهزا بعدد من الادوات المنهجية التى تمكنه من اكتشاف خبايا الصورة ، وفى اطار منهجية الدراسة تم اعتماد ثلات ادوات رئيسية فى جمع البيانات اللازمة للاجابة عن تساؤلات الدراسة وهى : 1- تحليل المضمون 2- اداة تحليل الشكل وقد تم اعتماد وحدة الصورة كوحدة للتحليل . 3- اداة التحليل السيمولوجى استخلاصات الدراسة: اتخذت هذه الدراسة من الصورة الفوتوغرافية المنشورة فى صحف الاهرام والوفد والمصرى اليوم مجالاً لدراسة وتحليل اتجاهات التغطية الصحفية المصورة المقدمة لاحداث ثورة 25 يناير2011 فى هذه الصحف، وتؤكد الدراسة على استخلاص محورى يتعلق بالدور الذى تقوم به الصحف فى توجيه رسائل ذات معانى ودلالات من خلال اشارات بصرية موحيه داخل مضمون الصور الصحفية باستخدام آليات توظيف زوايا التصوير واستخدام الالوان وموقع الصورة ومساحتها وشروحات الصورة . وقد اوضحت الدراسة أن عملية اختيار الصحيفة لشخصيات بعينها لتحظى بالحضور داخل مضمون الصورة والإقصاء المتعمد لاخرى تعد آلية اساسية فى بناء تحيزات نحو الحدث موضع التغطية الخبرية ، وخلصت الدراسة الى مجموعة من النتائج : 1- تميزت تغطية الاهرام المصورة لاحداث ثورة 25 يناير بالانحياز الكامل للنظام ،ففى الايام الاولى للاحداث اكتفت بالاشارة الى تجمعات الشباب فى ميادين مصر فى الوقت الذى خصصت فيه مساحات من صفحتها الاولى والاخيرة لما اسمته "احتفالات الشرطة باعيادها"، ولم تبدأ الاهرام فى تغطية الاحداث التى يمكن وصفها بانها الاهم فى بر مصر فى ذلك الوقت الا فى يوم 27 يناير ، والتى حرصت من خلالها التأكيد على سيطرة الأجهزة الأمنية والتنفيذية على أمن واستقرار المدن ،والقبض على مرتكبي أحداث الشغب والتصدي لعناصر التخريب والمفسدين . ووظفت الاهرام آليات فنية لتعطى اشارات بصرية تدل على هذا التحيز ففى تغطيتها المصورة للمتظاهرين ضد النظام تكرر الاهرام تقريبا نفس الصور المنشورة عن أحداث الثورة‏,‏ فعندما نتابعها يتولد لدينا إحساس بأننا مثل المريض الذي تعاني عيناه من مرض‏(Diplopie)‏ وهو مصطلح مقتبس من طب العيون يعنى "ازدواج الرؤية" وهى حالة تصيب عين المريض تجعله يري صورة مزدوجة‏ للعنصر الواحد‏ ،‏هذا الانطباع يولد داخل القارىء نوعين من الشعور‏,‏ أحدهما الإحساس بأنه في دائرة مغلقة حيث يشاهد نفس الصور كل مرة‏ فالحدث اذاً لا يتطور ويدفع القارىء الى عدم التقدير الفعلى للحدث، والآخر الإحساس بمشاهدة تلك الصور من قبل‏،أو وفقا للتعبير الفرنسي المعروف المستخدم عالميا‏ (Dé jà –vu) "شوهد من قبل‏" فيتولد لدى القارىء حالة من الصدمة الذهنية ‏(‏تعطل وقتى للادراك ‏),‏ فلا ينفعل القارىء لانه قد انفعل فى وقت سابق واصبح الامر اعتيادياً بالنسبه له ، فى ذات الوقت كانت صور التظاهرات المؤيدة للنظام متجددة دائماً. 2- تحيزت التغطية المصورة فى صحيفة الوفد تجاه مساندة الثورة المصرية ومعارضة النظام ، حيث تجاهلت الصحيفة متابعة تغطية مظاهرات تأييد النظام التى انطلقت فى بعض ميادين مصر واكتفت بالاشارة اليها بثلاث صور بنسبة 0.5% من اجمالى تغطيتها المصورة لاحداث الثورة فى فترة الدراسة ، وهو ما يعد انحراف عن معايير المهنية لصالح أهداف وغايات معينة ، بينما كانت تغطية المصرى اليوم الاكثر توازناً فى عينة الدراسة فى معظم الفترة الزمنية المدروسة رغم ما شابها من تحيزات مع احياناً وضد احيانأ اخرى ، ففى بداية اندلاع الاحداث اتسمت التغطية بالتوازن الى حد كبير ثم تنحاز المصرى اليوم نحو مطالب الثوار وترسل انذارات الى الحكومة عبر مجموعة دالة من الصور الموضوعية التى تعطى اشارات على حالة اصرار وانطلاق الشعب نحو تحقيق ما خرج ليطالب به ، وتصاب المصرى اليوم بحالة من الارتباك بعد خطاب مبارك الثانى يوم الثلاثاء الاول من فبراير الذى اعلن من خلاله عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة حيث تنحاز نحو تأيد النظام مطالبة الثوارالحفاظ على مكتسياتهم والعودة الى اعمالهم لصالح الجميع الا انها فى عددها الصادر فى9 فبراير تعود للانحياز الواضح للثورة . 3- على الرغم من انحياز تغطية الاهرام المصورة للنظام الرسمى وسياساته، الا انها أسهمت إلى حد بعيد في تمرير بعض التسريبات قبل الاعلان عنها بنشرها صوراً تحمل اشارات بصرية داله. 4- استخدمت الوفد آلية ما يعرف "بالتناص الايقونى" وهو أمر مشابه للتناص الأدبي، أو ما يعرف بالعلاقة التبادلية بين صورة وآخرى حيث يمكن رصد وجود فعلي لتفاصيل صورة قديمه داخل صورة أخرى ، فجاء تقديم الوفد لصور المصادمات بين الامن المركزى باعداده المسيطرة وافراد الشعب الثائر مع اظهار شجاعة الثوار بأسلوب يذكرنا أو يحيلنا بالأحري لأفيش فيلم او مشاهد ابطال الاكشن فى السينما المصرية ، او يذكرنا باطفال الحجارة فى فلسطين المحتله يقاومون المحتل الغاشم فى اشارة تولد عدة دلالات : انهم قوتين غير متكافئتين ، وانهم مستمرون. 5- وظفت الاهرام ما يعرف بآلية تهييج المشاعر (Sensationalism)، وهواجراء يتم باستخدام صور حادة بهدف إثارة الرأى العام وحشدة فى اتجاه معين ، حيث توسعت الاهرام فى نشر صور الجرحي‏ والقتلى فى صفوف قوات الداخلية وصفوف المدنين ، الى جانب صور الكتل الخرسانية المحترقة مع صور الدخان واللهيب المتصاعدين‏ فى المنشأت المحترقة بغرض بناء تحيزات ضد تأييد مطالب التغيير الذى اسفر عن هذه المشاهد ،كما وظفت الاهرام ما يعرف بآلية الحذف المقصود (Deliberate Omission) وهو حذف جزء من صورة الحدث الكاملة من أجل إعادة توجيه المعنى لخدمة غرض آخر، حيث توسعت فى الوصف المرئى لآثار العدوان على المنشات العامة واقسام الشرطة واعمال النهب والسرقات للمحال وتوظيفها داخل التغطية من أجل تأطير سمات محددة للثوار على أنها ذات نزعة تدميرية ، حيث لا يعنى محررو الصور الخبرية تقديم شروح أو مسببات لعمليات العنف التى قام بها أفراد من الثوار خاصة فى حرق بعض عربات الامن المركزى باعتبارها ردود على قهر وإبادة منظمة للشعب ، بل يتم نزعها من سياقها الموضوعى وتقديمها كحوادث عنف مقصودة لذاتها، فى الوقت الذى يوظف فيه الخطاب الخبرى تصريحات مسئولى الداخلية للتدليل على أن العمليات الشرطية وما تتضمنه من قتل وجرح مجرد "رد فعل" على عنف ثوار لهم المبادرة فى هذا الصدد. فى ذات الوقت تجاهلت الاهرام تقديم مشاهد حماية الثوار للمتحف المصرى وغيره من المنشآت العامة . 6- قدمت الاهرام تصورات سلبية شاملة إزاء احوال البلاد مع احداث الثورة إجمالاً، وهو ما ينم عن رؤية مسبقة تهيمن على مسارات توجيه التغطية لطرفى الصراع فى اتساق مع تصريحات القيادات الرسمية ( الشرعية او الفوضى) ، حيث تقدم الاهرام مظاهر الحاجة للخبز والسلع التموينية من خلال تكدس المواطنين امام المتاجر والمخابز للحصول على القوت اليومى الذى ربما يعانى من النقص فى حالة استمرار الاوضاع ، ومشاهد من توقف حركة السياحة فضلا عن مؤشر البورصة المستمر فى الهبوط ، وهو نفس الاجراء الذى اتبعته المصرى اليوم بعد خطاب مبارك الثانى . بينت الدراسة اعتماد الصحف المدروسة على مصوريها ومراسليها كمصدر اساسى للصورة المنشورة داخل التغطية المصورة مما افسح مجالاً لتوجيه المعالجات وبناء التحيزات داخل الصور الموضوعية "الخبرية" وبما يعنيه ذلك من دور أكبر فى توجيه وتأطير الأحداث المتضمنة داخل التغطية بما يتفق وتوجهات السياسات الرسمية للصحيفة فى دلالة على حرص الصحف المدروسة على توافق توجهات تغطيتها المصورة للاحداث مع رؤيتها ، كما اظهرت الدراسة ايضاً اعتماد الصحف المدروسة على وكالات الانباء الدولية فى الحصول على الصور - مع التفاوت فيما بينها - خاصة وكالة انباء رويتر البريطانية ووكالة الانباء الفرنسية - ، وكانت المصرى اليوم الاكثر اعتماداً على هذه المصادر، تليها صحيفة الاهرام ، واخيراً الوفد التى لم تعتمد كثيراً على رؤية الوكالات الدولية . 7- فيما يخص سمات حضور الشخصيات المختلفة داخل التغطية المصورة فى صحف الدراسة وانعكاس ذلك على تحيزات التغطية الخبرية نحو طرفى الصراع ، نجد أن توظيف الشخصيات فى الاهرام بما تقدمه من تصريحات ومعلومات جاء فى اتجاه دعم وتبرير السياسات والإجراءات الحكومية، حيث تم التركيز على الاستعانة بشخصيات اعلامية وفنية ورياضية مؤيدة للنظام الحاكم فى مقابل تهميش حضور الاخرى المعارضة، وبحيث لا يأتى حضور الشخصيات الأخيرة كآلية تفنيد أو تصحيح للرؤى التى تطرحها الشخصيات الرسمية فى تبريرها للسياسات الرسمية، فى الوقت الذى يتم إفساح المجال متسعاً للشخصيات الرسمية لتسييد منطقها فى رؤية الأحداث، بما يبنى ويؤكد التحيزات داخل التغطية الخبرية المصورة بينما اظهرت الوفد الشخصيات غير الرسمية المناهضة للنظام ، فى حين ان المصرى اليوم كانت قد أفسحت مجالاً لمسئولين مصريين واجانب وائمة ودعاة وفنانين واعلاميين مؤيدين النظام ، فإنها وفى المقابل قد أفسحت مجالاً للاخرى المعارضة وللمواطنين العاديين للتعبير عن رؤيتهم إزاء الممارسات الحكومية التعسفية بحقهم او للتحدث عن بعض الاجراءات التى اتخدتها الحكومة للسيطرة على الاسعار او حل مشاكل النقل كاطلاق عدد من الاتوبيسات النهرية فى حلوان وغيرها ، مما منحها نوعاً من الأداء يتسم بالتوازن النسبى قياساً بأداء الاهرام والوفد فى هذا الصدد. 8- وظفت الصحف المدروسة زوايا التصوير المختلفة لاعطاء معانى وايحاءات محددة واستخدمت الصحف بنسب مختلفة بعض فنيات التصوير للدمج بين دلالات زاوية الالتقاط ودلالات العمق الذى يؤثر فى اظهار الاعداد بغرض ايصال معانى وايحاءات . 9- ظهرت الدراسة اتجاه صحيفتى الاهرام والمصرى اليوم الى دعم الصور بالرسائل الكلامية كآلية لتوجيه القارىء او ارشاده لاتجاه يدعم سياستها ، حيث دعمت الاهرام غالبية صورها بالتعليقات التى كانت شارحة لها مما يشير الى حرص الاهرام على تسييد منطقها فى رؤية الأحداث، من خلال توجيه اتجاه ادراك المتلقى الى معانى معينة تتماشى مع سياستها الداعمة للنظام الحاكم وعدم ترك الفرصة لقارىء يقوم بتفنيد أو تصحيح للمواقف والرؤى التى تطرحها الصحيفة فى تبريرها للسياسات الرسمية ، وبذلك يصبح دور الصحيفة فى هذا الشأن مهيمنا ولاسيما وانها حرصت على الزج باسماء تنظيمات معينة فى تغطيتها للمظاهرات مثل جماعة الاخوان المسلمين وبعض التنظيمات العربية او الاجنبية كقوى فاعلة محركة ، فى حين دعمت المصرى اليوم صورها بتعليقات غالبا ما كانت داعمة للصورة او موجهه نظر القارىء الى معنى معين ، بينما جاءت غالبية الصور المنشورة بالوفد غير مصحوبة بتعليقات، حيث لا يعنى الصحيفة تقديم شروح أو دعم للمعانى المتضمنه بالصور التى كانت غالبيتها تشير الى مسببات لعمليات العنف التى يقوم بها أفراد الامن المركزى ضد الثوار، تاركه بذلك مساحة لقارىء يحلل ويفسر، فضلاً عن ان معظم الصور المنشورة احتوت على شعارات مرفوعة بايدى الثوار حرصت الوفد على اظهار تفاصيل كلماتها بوضوح وربما استعاضت الوفد بهذه الكلمات التى تترد فى ميادين بمصر بتعليقات وشروحات الصور

Google ScholarAcdemia.eduResearch GateLinkedinFacebookTwitterGoogle PlusYoutubeWordpressInstagramMendeleyZoteroEvernoteORCIDScopus