الطفل العربي يبلور أمل الأمة العربية، وغدها المشرق، وجودة حياة هذا الطفل تحدد ملامح شخصيته، وملامح مستقبل وطنه، وموقع هذا الوطن من الحضارة الإنسانية، وعندما تتخطى الأمة العربية يومها العاثر، يتمثل فجرها السافر طفولة واعدة، وأجيالا قادرة، فتحزم الأمة أمرها في النهوض بأمانة الطفولة ـ صانعة المستقبل – في أبنائها.
ولا شك أن الغد يصنعه اليوم، واليوم هو نتاج الأمس؛ ولذا فإن ما نبذله في الحاضر من جهد علمي وعملي توجها نحو جودة الحياة Quality of Life هو بناء للمستقبل الممكن والمنشود.
ومن ثم يعد الاهتمام بالطفولة في الوقت الحاضر مؤشرا مهما لتقدم الأمم والشعوب، ومن ثم نال مجال الطفولة في معظم دول العالم، وخاصة المتقدمة اهتماما غير مسبوق من قبل المسئولين والهيئات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية؛ لأن تنمية الطفولة هي الركيزة الأساسية لمستقبل الأمة العربية في مطلع الألفية الثالثة، فإذا صلح مستقبل الطفولة صلح مستقبل الأمة، وإذا أخفق أخفق معها، وأطفال اليوم بلا شك هم شباب الغد ورجال المستقبل، وهم مرآة المجتمع، وعليهم تعقد الأمم والمجتمعات آمالها، ومن ثم تقوم بإعدادهم إعدادا سليما.
وتناول البحث الحالي بالتحليل العناصر الآتية:
أولا: فلسفة جودة الحياة
ثانيا: طبيعة التوجه الإستراتيجي.
ثالثا: حقوق الطفل التربوية في مجتمعات الربيع العربي.
رابعا: سبل تحقيق جودة الحياة وحقوق الطفل التربوية.
خامسا: رؤى وتصورات ومقترحات وتوصيات
|
