Dr. Somaya Metwaly Mohamed Arafat :: Publications:

مشكلة الدراسة وأهميتها: تتحدد مشكلة هذا البحث فى" دراسة الإسهام الذى تؤديه كل من الفضائيات والإنترنت فى إمداد الجمهور المصرى بالمعلومات عن ثورة 25 يناير2011م، والعلاقة بين استخدام هاتين الوسيلتين وبين التأثير على الجوانب المعرفية والوجدانية والسلوكية لأفراد الجمهور " .وتنبع أهمية هذه الدراسة من العوامل التالية: 1. أهمية ثورة 25 يناير المصرية وماأحدثته من تأثير على النظام المصرى والشعب بكافة فئاته. 2. تطبيق بعض الافتراضات التى تتضمنها نظرية "الاعتماد على وسائل الاعلام" فى إطار استخدام الجمهور المصرى للفضائيات والإنترنت كمصادر للمعلومات عن ثورة 25 يناير المصرية. 3. الدور الهائل الذى لعبته شبكة الإنترنت والمواقع الإلكترونية فى إشعال الشرارة الأولى لثورة 25 يناير المصرية، بالإضافة إلى الدور الذى لعبته تلك المواقع أيضاً أثناء وبعد الثورة والذى مكن الجمهور - لاسيما الشباب- من التواصل وتبادل المعلومات والآراء والتنسيق بشأن المشاركة فى الأحداث. 4. التنافس بين الفضائيات فى نقل الأحداث المتعلقة بالثورة وتطوراتها اأولاً بأول من موقع الحدث، والتبارى فيما بينها فى تقديم التحليلات والتفسيرات والتعليقات على الأحداث من خلال برامجها المختلفة لاسيما برامج التوك شو. أهداف الدراسة: تسعى هذه الدراسة إلى الوقوف على مدى اعتماد الجمهور المصرى على كل من الفضائيات والإنترنت فى الحصول على معلومات عن ثورة 25 يناير 2011، ومدى تأثير ذلك على الجوانب المعرفية والوجدانية والسلوكية لأفراد الجمهور على اختلاف فئاتهم ،وذلك فى إطار نظرية الاعتماد على وسائل الاعلام . وينبثق من هذا الهدف الرئيسى مجموعة من الأهداف الفرعية التالية منها : 1. دراسة دور الإنترنت والفضائيات فى إمداد الجمهور المصرى بالمعلومات المرتبطة بثورة 25 يناير ، ومدى اعتماد الجمهور على كل وسيلة وأسباب ذلك. 2. اختبار فروض نظرية "الاعتماد على وسائل الاعلام" بالنسبة لدور الإنترنت والقنوات الفضائية فى إمداد الجمهور المصرى بالمعلومات المرتبطة بثورة 25 يناير ، ومدى تأثير ذلك الاعتماد على معلومات الجمهور ووجدانه وسلوكه. 3. دراسة مدى وجود تباين بين أفراد الجمهور المصرى فيما يتعلق باعتمادهم على كل من الفضائيات والإنترنت وتقييمهم لهاتين الوسيلتين. منهجية الدراسة : تنتمى هذه الدراسة إلى نوع الدراسات" الوصفية " التى ترصد وتصف وتحلل ظاهرة معينة، ولذا فإن البحث الوصفى لايقتصر على جمع البيانات والحقائق وتصنيفها وتبويبها وتحليلها، بل يتضمن قدراً من التفسير لهذه النتائج ، بالإضافة إلى استخدام أساليب القياس والتصنيف بهدف الخروج بإستنتاجات ذات دلالة، ثم الوصول إلى تعميمات بشأن الظاهرة موضوع الدراسة . وقد سعت هذه الدراسة لتفسير العلاقات بين المتغيرات ، وعلى سبيل المثال : عمدت الدراسة إلى قياس العلاقة بين كثافة استخدام الفضائيات ، وكثافة استخدام الإنترنت للحصول على معلومات عن أحداث ثورة 25 يناير، وكذلك العلاقة بين كثافة استخدام وسائل الاعلام ، وبين مستوى التأثيرات المعرفية والوجدانية والسلوكية – المرتبطة بالثورة – لدى المبحوثين ، لذلك كثيراً مايقترن الوصف بالمقارنة ، من أجل استخلاص نتائج يمكن تعميمها، وذلك من خلال استخدام منهج "المسح بالعينة " . وقد تم تصميم صحيفة الاسقصاء لقياس مجموعة المتغيرات التى تحقق أهداف الدراسة وتقيس أسئلتها ثلاثة جوانب مرتبطة بموضوع البحث: (كثافة التعرض- تقييم المبحوثين للتغطية الإخبارية من الوسائل التى يستخدمونها – بالإضافة إلى مقياس مكون من 27 عبارة لقياس مدى تأثير وسائل الاعلام على الجوانب المعرفية والوجدانية والسلوكية للجمهور-عينة الدراسة- فيما يتعلق بأحداث ثورة 25 يناير). وقد روعى فى أسئلة الإستبيان التنوع وبساطة الصياغة ، ووضوح الفكرة، كما روعى فى المقياس اشتماله على ثلاث مجموعات من العبارات ، المجموعة الأولى لقياس الثأثيرات المعرفية ، والأخرى لقياس التأثيرات الوجدانية ، أما الثالثة فتتعلق بالتاثيرات السلوكية ، كذلك روعى اشتمال القياس على عبارات تتنوع ما بين الإيجابية . وقد قامت الباحثة بإجراء اختبار قبلى على 5% من عينة الدراسة بهدف التعرف على مدى صلاحية الأداة للتطبيق الميدانى، ومدى قدرتها على تحقيق أهداف الدراسة واختبار فروضها. عينة الدراسة ومجتمع البحث : أجريت الدراسة على عينة طبقية عشوائية قوامها 400 مفردة من الذكور والإناث ، من المقيمين بمحافظتى القاهرة والشرقية ، وتتنوع فئاتهم العمرية والتعليمية . نتائج الدراسة: أولاً: النتائج الأولية للدراسة: 1. المتابعة المستمرة من جانب معظم أفراد العينة لأحداث ثورة 25 يناير 2011 على اختلاف أعمارهم ومستواهم التعليمى من الذكور والإناث ومن المقيمين بالقاهرة أو خارجها، وهو مايتفق مع أهمية الحدث الذى أثر عليهم جميعاً ، ومن ثم كان حرصهم على متابعته باستمرار للوقوف على تطورات الحدث. 2. تفوق الفضائيات العربية – لاسيما الجزيرة والعربية – على سائر الوسائل الأخرى كمصادر للمعلومات عن أحداث الثورة لدى الجمهور المصرى، فيما جاء الإنترنت فى ترتيب متوسط، وهو مايشير إلى تعاظم دور الفضائيات فى قدرتها على جذب الجمهور، وفى الوقت نفسه ظهور الإنترنت كوسيلة غير تقليدية استطاعت أن يكون لها دور كمصدر لتبادل المعلومات لاسيما وقت الأزمات ، وهو ماكان واضحاً من خلال استخدام الجمهور لبعض المواقع – لاسيما الـ فيسبوك – الذى حظى بنسبة استخدام أعلى لتمتعه بمزايا يتفوق بها عن غيره من مواقع التواصل الاجتماعى الأخرى. 3. جاءت عوامل التغطية الفورية للأحداث، والثقة بالوسيلة فى مقدمة أسباب تفضيل الجمهور لاستخدام وسائل معينة، هذا إلى جانب عوامل أخرى تتمثل فى " الإنفراد ببعض الحقائق " ، و " تقديم تحليلات وتفسيرات للحدث" ، و " التنوع فى عرض الآراء" ، و " الموضوعيةالتوازن" ، وهو مايكشف أهمية تلك العوامل فى تفضيل وسيلة دون أخرى. 4. لعبت وسائل الاعلام دوراً فى مساعدة معظم أفراد العينة على تكوين رأى لهم يتعلق بالثورة ومايرتبط بها من أحداث، علاوة على دورها فى التأثير على معارف ووجدان وسلوك نسبة كبيرة من أفراد العينة، وهو مايرتبط ارتباطاً مباشراً بمشكلة وهدف الدراسة، واختبار فروض نظرية " الاعتماد على وسائل الاعلام". ثانيا : نتائج اختبارفروض الدراسة : كشفت نتائج فروض الدراسة عن التالى: 1. وجود ارتباط موجب بين كثافة استخدام الفضائيات وكثافة استخدام الإنترنت للحصول على معلومات عن أحداث ثورة 25 يناير 2011، وهو مايؤكد على صحة الفرض الأول، ويؤكد كذلك على أهمية الحدث والحرص على متابعته من كافة الوسائل المتاحة. 2. وجود ارتباط طردى موجب بين كثافة استخدام كل من الفضائيات والإنترنت وبين حدوث تأثيرات معرفية ووجدانية وسلوكية ، وهو مايؤكد المبدأ الرئيسى لنظرية " الاعتماد على وسائل الاعلام"، ويؤكد على صحة الفرض الثانى . 3. وجود علاقة بين كثافة استخدام كل من الفضائيات والانترنت ، والتقييم الإيجابى لهما، وهو مايفسر العلاقة بين رأى المبحوثين الإيجابى بشأن قناتى الجزيرة والعربية على سبيل المثال وكثافة استخدامهم لهاتين القناتين،وكذلك الحال فيما يتعلق بموقع الفيسبوك ، وهو ما يؤكد على صحة الفرض الثالث . 4. بالرغم من توصل النتائج إلى وجود علاقة ارتباط دالة إحصائياً بين استخدام كل من الفضائيات والإنترنت وحدوث تأثيرات معرفية ووجدانية وسلوكية على أفراد الجمهور، إلا أنه كانت هناك فروق بين هؤلاء الأفراد وفقاً لتأثيرات وسائل الاعلام ومتغيرى التعليم والعمر – لاسيما فيما يتعلق بالتأثيرات المعرفية والسلوكية، فى حين لم يتبين وجود فروق بين المبحوثين وفقاً لنوعهم ومحل إقامتهم فيما يتعلق بحدوث تأثيرات معرفية ووجدانية وسلوكية عليهم كنتيجة لاستخدامهم لوسائل الاعلام ، ولهذا فإنه يمكن قبول الفرض الرابع جزئيا فقط فيما يتعلق بوجود فروق بين الأفراد وفقاً لتأثيرات وسائل الاعلام ومتغيرى التعليم والعمر – لاسيما فيما يتعلق بالتأثيرات المعرفية والسلوكية.