من أهم التحديات التى تواجه الاقتصاد العالمى اليوم ما يعرف عالمياً بمشاكل تغير مناخ الكرة الأرضية .هذه الظاهرة لها تأثير كبير على المخزون الاستراتيجى من الحاصلات الغذائية الأساسية كنتيجة حتمية لمظاهرها النتنثلة فى ارتفاع درجات الحرارة عالمياً وانخفاض كميات المياه المتاحة للزراعة وكذلك زيادة ملوحة التربة ومياه الرى . كل ما سبق يمثل مظاهر تحدى ونذير خطر يوجب التحرك السريع مؤسسياً وإقليمياً ودولياً للحد من استهلاك مياه الرى خصوصاًفى المحاصيل المعروف عنها استهلاكها كميات كبيرة نسبياً من المياه كالبطاطس على سبيل المثال . إن مصر تحتل مكانة متميزة عالمياً بالنسبة لإنتاجية وحدة المساحة من البطاطس بالإضافة إلى الجودة العالية للمحصول الناتج أيضاً وقد وصلت مصر لهذه المكانة نتيجة الجهود المتواصلة لإنتاج محصول عالى الجودة وغير مصاب بأى أعراض مرضية . ومن الجدير بالذكر أن مصر تحتل مكانة متميزة كدولة مصدرة للبطاطس حيث يمثل محصول البطاطس المصرى الخالى من الإصابات الحشرية والمرضية عالى الجودة مصدر هام للعملة الأجنبية التى تضاف سنوياً لخزينة الدولة . من ناحية أخرى فان زراعة واستهلاك المحاصيل المهندسة وراثياًهو حقيقة لن تلبث أن تفرض نفسها على كل العالم كحل جزرى وطريقة متقدمة توفر الوقت والجهد والمال كما تتيح إمكانيات لنقل صفات وراثية بين الكائنات الحية المختلفة . فيمكن عزل جين مقاومة للجفاف من بكتريا وإدخاله لخلية لخلية نباتية للحصول على نبات عالى المقاومة للجفاف كما ان الطعام المهندس وراثياً أصبح استهلاكياً ومستخدماً فى تغذية البشر فى العديد من دول العالم المتقدمكالولايات المتحدة الأمريكية والهند على سبيل المثال . ولكن يجب التشديد هنا على أمرين وهما مسألة الأمان الحيوى حيث يجب أن يختبر بمنتهى الدقة على العديد من الكائنات قبل طرح المنتج للاستهلاك الآدمى , والامر الثانى أن يكون هناك أمانة تامة حيث يتك التصريح كتابة على جميع علب المنتجات الغذائية المحتوية على احد المكونات المهندسة وراثياًمع الاشارة الى ان تجارب الأمان الحيوى اثبتت إمكانية استخدامها بواسطة البشر . يهدف هذا المشروع إلى الحصول على الصدارة لمصر فى انتاج وتصدير محصول البطاطس الهام وفى نفس الوقت توفير كميات المياه الهائلة التى تستخدم فى زراعة هذا المحصول وذلك عن طريق إنتاج نباتات مهندسة وراثياً لمقاومة الجفاف مع المحافظة على كمية وجودة المحصول الناتج من وحدة المساحة مقارنة بالطراز الوراثى غير المهندس وراثياً.
تتمثل التحديات البحثية الخاصة بهذا المشروع فى عدم توفر عدد من الدراسات الكافية لدراسة نظام تكشف باستخدام زراعة الأنسجة وذلك للطرز الوراثية المستخدمة للزراعة تحت الظروف المصرية وكذلك لدراسة وتحديد أفضل الطرز الوراثية المنزرعة محلياً التى من الممكن استخدامها فى أبحاث التحول الوراثى والتى من المفترض أن يكون لها استجابة عالية لتكنيك زراعة الأنسجة والذى يعتبر الأساس الذى يتم من خلاله إدخال الجين المرغوب إلى خلية نباتية واحدة ثم تكشفها بتكنيك زراعة الأنسجة إلى نبات كامل . من المتوقع أن يتم الحصول على نباتات جيل اول
T0
معدلة وراثيا من البطاطس لتحمل الجفاف ثم زراعتها للحصول على نباتات الجيل الثانى
T1
المعدلة وراثيا وذلك للتأكد من ثبات وجود الجين وكذلك ثبات تعبيره عن نفسه. وسوف يتم تأكيد انتقال الجين من خلال تكنيك ال
PCR
وكذلك تكنيك
Suthern
.علاوة على ذلك سوف يتم تقييم النباتات الناتجة بزراعتها فى أصص لمعرفة مدى تحملها للجفاف مقارنة بنفس الأصناف غيرالمحولة وراثيا .