يشهد عالم اليوم ثورة علمية وتكنولوجية عالية، انعكست آثارها على عديد من جوانب حياة الفرد، وقد وصف كثير من الباحثين والعلماء عصرنا الحالى بأنه عصر الأزمات النفسية نتيجة التغيرات المتلاحقة فى جميع جوانب الحياة حتى أصبح كل من الاحتراق النفسىPsychological Burnout وغيرها تمثل ظواهر نفسية تتطلب مزيدا من جهد الباحثين وتفكيرهم وكيفية تفادى آثارها السلبية التى تؤثر على شخصية المعلم بصفة خاصة وعلى الأفراد عامة والتى تعوق مجرى حياتهم المهنية والاجتماعية، ومن هنا شهدت الخدمات النفسية والاجتماعية تطورا كبيرا فى مجالات علم النفس الإيجابى وغيرها والتى من شأنها أن تساعد الفرد على الرضا عن الحياةLife satisfaction بكل صورها من مستجدات العصر، وما تنطوى عليه من تحديات وضغوط خاصة لمعلمى ذوى الاحتياجات الخاصة.
ولا يختلف أى فرد فى أهمية رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة من جميع النواحى النفسية والاجتماعية والصحية والتربوية والتأهيلية والإرشادية..... إلخ، ورعاية وتدريب وتأهيل معلمى ذوى الاحتياجات الخاصة من الكوادر الفنية المتخصصة لتقديم أفضل الخدمات لذوى الاحتياجات الخاصة.
وعلى الرغم من الجهود المتواصلة التى تبذل فى كافة المجتمعات لإعداد المتخصصين وتأهيلهم، واختيار الأفضل للعمل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، إلا أن هناك عديدا من السلبيات والمشكلات والضغوط المهنية التى تسببت فى وجود التوتر والإحباط، والتى أدت بدورها إلى ظاهرة الاحتراق النفسى لدى معلمى ذوى الاحتياجات الخاصة مما يحول دون قيامهم بدورهم بشكل فاعل وإيجابى، مما قد يحد من كفاءتهم وقدرتهم العملية والنفسية فى مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة، ولعل العمل مع ذوى الاحتياجات الخاصة يأتى فى مقدمة المهن التى يمكن أن تسبب مشاعر الإحباط والاحتراق النفسى لدى المعلمين لما تقتضيه هذه المهنة من متطلبات مع فئات متنوعة من الإعاقة، حيث يعتبر كل فرد حالة خاصة تتطلب نمطا خاصا من البرامج والتدريب والتأهيل والمساندة ..... إلخ، وبالتالى فمشكلة الاحتراق النفسى قد يعانى منها بعض المعلمين بينما لا يعانى منها بعضهم الآخر من المعلمين ليس لانتهاء المشكلة، ولكن لما يمكن أن يتميز به بعض المعلمين من الرضا عن الحياة (Platsidou M, Agaliotis, 2008, 68, 70) ، ومن هنا فإن دراسة هذه الظاهرة (ظاهرة الاحتراق النفسى)، (والرضا عن الحياة) قد يساهم فى تحسين الأوضاع النفسية لمعلمى ذوى الاحتياجات الخاصة.
|