أصبح التخطيط في العصر الراهن ذات أهمية كبرى، بل أن بعض الباحثين يطلقون على هذا العصر عصر التخطيط حيث أصبح التخطيط أمر حتمي لا غنى عنه في تطور المجتمعات مهما اختلفت طبيعة النظام السياسي.
والحقيقة أن التخطيط والتنمية هما محور اهتمام الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء، حيث أكد جانر ميردال في كتاباته أن التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في الدول النامية يتوقف على مدى نجاح التخطيط التنموي وتلبية احتياجات أفرادها.
كما أن التنمية كعملية ضرورية لحدوث التطور والتقدم للدول النامية؛ فأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتخطيط، حيث أن التخطيط الجيد يؤدى بالضرورة إلي تحقيق التنمية المأمولة، حيث أن الدول النامية هي أكثر الدول حاجة إلي اتباع كافة الوسائل لتطوير اقتصاداتها وتنمية مواردها؛ بهدف رفع مستوى معيشة شعوبها والقضاء على مشكلات التخلف والفقر، وهذا هو الهدف الأساسي الذي من أجله تسعى الشعوب المتخلفة عن ركب التنمية من إعادة حساباتها من أجل تحقيق التنمية، وإذا كانت التنمية تعنى الاستغلال الأمثل لكافة الموارد البشرية والسياسية والاقتصادية من أجل تحقيق أهدافها؛ فإن التخطيط هو الأداة الأفضل والأمثل من أجل تحقيق التنمية، وذلك من خلال وضع الخطط الخمسية والعشرية التي تضعها الدولة لتحقيق تنميتها.
|