لقد أجمع الكثير من الفلاسفة المسلمين علي قيمة وأهمية المنطق ودوره في فهم كثير من المناهج الرياضية والعلوم الطبيعية , وإن اختلفت هذه الآراء و التوجيهات حول الأخذ عن هذا العلم سواء وافقت أراءهم وتطلعاتهم أراء فلاسفة اليونان بصفة خاصة وعلي درجة اخص منطق أرسطو ؛ الذي ارتبط به اسم المنطق حتي عرف بالمنطق الأرسطي , إلا أن نظرة كثير من مفكري الإسلام والذين رفضوا المنطق الارسطي بالكلية وصل في هذا الرفض الي القول بتحريم المنطق , وهناك طائفة أخري رفضت المنطق ولكنه رفض أن يأتي في مجال النقد.
إن الاختلاف بين الفلاسفة والمفكرين حول أهمية وقيمة المنطق من جهة , ورفضه وتحريمه من جهة أخري لم يأت من باب الصدفة بل جاء من خلال اطلاع الفلاسفة علي هذا العلم ودوره في تصحيح مسار كثير من العلوم , بل اعتبره الكثير هو اساس العلوم بل منهم من قال : بأن المنطق هو عاصم الذهن من الوقوع في الأخطاء , او هو القانون الذي يوجه نحو بلوغ الحقائق , وهناك من ربط صدق المنطق بعلوم الرياضيات , وفي الطرف المقابل نجد من مفكري الإسلام من يرفض المنطق و المنطق الأرسطي علي وجه الخصوص قائلا : بأنه فساد للفكر ومضاد للنقل, وهم يستندون في حجتهم هذه بأن المنطق يبني نتائجه علي حقائق نظرية نسبية وليست مطلقة , وكثيرا ما تكون هذه النتائج خاطئة.
لقد تابع كثير من فلاسفة الإسلام أراء واتجاهات فلاسفة اليونان وخصوصا أراء المعلم الأول أرسطو فيما يخص علم المنطق بدرجة واضحة فكانت لهم كتب ومؤلفات أخذت طابع النمط الأرسطي.
لكن مفكري الإسلام الذين رفضوا المنطق قالوا بتحريم الاشتغال به ,وكان الدور بارزا لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي نقد المنطق الأرسطي بصفة خاصة , فقد كان نقده في جانبين : نقد فلاسفة الاسلام الذين اتجهوا للأخذ عن المنطق الارسطي بقولهم : بأنه :" من لا يعرف المنطق فلا يوثق بعلمه ", وهذا رد علي قولهم : بأن كثير من الأمم لم تعرف ولم تسمع بالمنطق بل ولم تعمل به , وتقدمت في سائر علومها بدون المنطق.
|