أدت التغيرات التي حدثت فى العقدين الماضيين ، وصعود مفاهيم التنمية البشرية وحقوق الإنسان وحق جميع المواطنين فى المشاركة فى الحقوق والواجبات المرتبطة بتنمية المجتمع على أساس حقوق المواطنة ، إلي تصاعد اهتمام المجتمع الدولي والمحلي بقضايا الطفولة بشكل مكثف ، وقد أدي تراكم هذه الأوضاع والظروف الصعبة التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال إلي إجبار المجتمعات الدولية والمحلية علي ضرورة التصدي لهذه المخاطر ومحاولة التوصل إلي العوامل المسببة لها والحد من استمرار استغلال الأطفال وتعرضهم للخطر. (10 : 1)
ويذكر محمود حسن (1994م) أن فى عصرنا الحالي تهتم كافة المجتمعات برعاية الطفولة وتعمل على تهيئة سبل التربية والتوجيه والتنشئة الإجتماعية السليمة، حيث تتوقف إتجاهات الطفل وسلوكه إلى حد كبير على نوع الرعاية التي يتلقاها في السنوات الأولى من حياته، وعلى ذلك فالأسرة هي التي يمكنها تحقيق مطالب النمو النفسي والإجتماعي للطفل من خلال تعليمه التفاعل الإجتماعي مع رفاق السن وتكوين الصداقات والإتصال بالآخرين والتوافق الإجتماعي وإكتساب المعايير الخلقية وإكتساب إتجاهات سليمة نحو المجتمع وتعليمه المشاركة في الحياة اليومية وتكوين مفهوم الذات وإكتساب إتجاه سليم نحو الذات. (48 : 336)
ويرى عبد المطلب العويضي (1998م) أنه من أهم الآثار السلبية للتفكك الأسري على النمو النفسي للطفل هي تكوين مفهوم سلبي للذات، ومفهوم سئ عن الوالدين، وإختلاف نمو الشخصية، وضعف الثقة في النفس وفى الناس، وإلى سيطرة مشاعر القلق والتوجس وعدم الكفاءة، وإنخفاض مستوى الطموح، وقلة الرغبة في العمل والإنجاز، وضعف التحصيل الدراسي. (28 : 455)
وتري مروة يوسف (2004م) أنه حديثاً أنشئت مؤسسات الإيواء الحكومية والأهلية التي ترعي أطفال الشوارع (أطفال بلا مأوي) حيث أنها توفر الرعاية البديلة للطفل فى إعطائه الرعاية الاجتماعية اللازمة لنموه الاجتماعي والقيمي والتعليمي وتقدم المأوي والملبس والمأكل والتعليم والحرفة عن طريق برامج لمحاولة إشباع حاجات الطفل المتنوعة. (51 : 6)
|