شكلت صناعة اللؤلؤ الضلع الأكبر في اقتصاديات سكان الخليج العربي، فامتلأت صفحة الخليج العربي بأساطيل صيد اللؤلؤ، لذا حُق لأهله أن يطلقوا على الفترة الطويلة التي سبقت ظهور البترول في تاريخ الخليج الحديث "عصر اللؤلؤ". وتطلبت رحلات صيد اللؤلؤ الطويلة في مناطق بعيدة عن الساحل سفناً كبيرة، فامتلأت صفحة الخليج بأساطيل صيد اللؤلؤ والسمك والتجارة، وانتشرت صناعة السفن (القلافة) في بلدان الخليج العربي، لاسيما في دبي، ثم الكويت في أوائل القرن العشرين، وتخصصت البحرين في إنتاج قلاع السفن، واعتمدت صناعة السفن في الخليج على المواد الخام القادمة من الهند من أخشاب ومسامير وأقمشة القلاع والحبال. وقد أدى التدخل الأجنبي إلى تطوير صناعة السفن في الخليج. اعتمدت أساطيل صيد اللؤلؤ على اليد العاملة في تصنيعها وتشغيلها، ولم تجد المحاولات الغربية لميكنتها سبيلاً طوال عصر اللؤلؤ، لتكلفتها العالية وعدم جدواها، فالقائمين على تشغيلها هم أنفسهم العاملون في صيد اللؤلؤ. حاولت بريطانيا دعم شركة الهند الشرقية البريطانية بفرض سيطرتها على الخليج العربي في أعقاب حملتها الكبرى 1820م ضد اتحاد القواسم، فوضعت سفنه تحت رقابتها وأخضعتها للتفتيش، الأمر الذي أثر سلباً على أساطيل صيد اللؤلؤ، ومن ثم على إنتاجية اللؤلؤ. |
