لم تكن مشكلات الحدود تمثل أهمية تاريخية في المشرق العربي، منذ أن دخل تحت الحكم العثماني، ولكن مع تسلط النفوذ " الانجلو ـ فرنسي " إبان الحرب العالمية الأولى ـ على المنطقة، وما حدث من اتفاقيات لتقسيمها، وما تمخض عنها من تغيير في خريطة المشرق العربي برزت بشكل واضح قضايا رسم الحدود. فأصبحت محورا من أهم محاور تحريك الأحداث في منطقة المشرق العربي، فيما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. وبنهاية الحرب العالمية الثانية، وانتهاء فترة الاستعمار، ونمو الشعور القومي، تأججت مشكلات الحدود بين الحكومات العربية التي لم تشارك في رسم الحدود ألا بقدر يسير. والحدود بين السعودية وشرق الأردن واحدة من اهم القضايا التي طفت على السطح بين الحربين العالميتين، عقب ظهور إمارة شرق الأردن على مسرح الاحداث بشكل مستقل (عام 1921م ). وهنا يجب التنويه على أن لفظة السعودية الواردة في العنوان لم تستخدم رسميا قبل اعلان الملكية في عام 1932م، غير أننا اثرنا استخدامها ـ تجاوزا ـ نظرا لشمول اللفظة واستمرارها بعد ذلك من ناحية، وعدم اكتمال طور النمو لدولة ابن سعود قبل اعلان الملكية، ومن ثم قصور دلالة مسمياتها من ناحية أخرى. |