لم تكن تماثيل الأسرة فى الدولة القديمة مجرد تسجيل لحدث عائلى أو مناسبة إجتماعية أو طقس حياتى أكثر منه تعبير رمزى له دلالته الفلسفية و المجتمعية ، فرغبة المصرى القديم فى أن ينعم الميت بصحبة زوجته و أبناؤه دفعته إلى القيام بعمل مثل هذه التماثيل و التكوينات النحتيه ، فتارة نرى تمثال الزوج و الزوجة جنباً إلى جنب فى تكوين بديع له كل مقومات العمل الفنى ، و تارة أخرى نرى الأبناء مصطفين إلى جانب الزوج و الزوجة تعبيراً عن التماسك العائلى بين أفراد الأسرة و المجتمع الواحد . فأحياناً نلمح لمسة حانية من الزوجة بإحدى يديها فى حين تطوق بالأخرى كتف زوجها ، كما نلمح أحياناً تشبث الإبن بساق الأب ، و أحياناً يطوق الزوج خصر الزوجة بذراعه ، كما أن تمثيل الأب بحجم أكبر من الزوجة و الإبن فى بعض التماثيل ما هو إلا كناية عن أن الأب هو المسئول عن أسرته .
تلك كلها مشاهد تدعونا إلى البحث بعمق عن تلك التكوينات النحتية و دلالتها الجمالية و الفلسفية على مدى العقود و توالى الأسرات فى الدولة المصرية القديمة بحثاً عن إستنباط بعض القيم الجمالية و التشكيلية و التى يمكن الإستفادة منها فى مسيرة الفن المصرى المعاصر تأثراً بالفن المصرى القديم .
|