يُعد التقييم الجغرافي أحد عناصر البحث الجغرافي التطبيقي، والذي يُمثل قاعدة البيانات التحليلية التي يعتمد عليها صانعي القرار في وضع برامج التخطيط الخدمي في الوقت الراهن، وحيث إن الخدمات البريدة واحدة من أهم خدمات التواصل الاجتماعي قديمًا وحديثًا، فقد اهتم البحث الحالي بدراستها وتقيمها، وتم اختيار مركز بنها منطقة للدراسة لموقعه المتميز رابطًا بين إقليم القاهرة الكبرى والدلتا، وقد بدأ البحث بتحليل أنماط الخدمات البريدية ونمط انتشارها على مستوي الريف والحضر بمركز بنها، ومدى كفايتها بالنسبة للسكان قياسًا على المعايير التخطيطية للخدمات البريدة، كما تم تصنيف مكاتب البريد باعتبارها أهم منافذ الخدمة البريدية إلى: مكاتب أولية، ثانوية وثلاثية، ودراسة خطوط الطوافة والوكالات البريدية التي تشكل نمط من أنماط الخدمات البريدية والتي بدأ يقل انتشاره بشكل كبير في ظل التطور التكنولوجي وثورة الاتصالات الحديثة، وعالج البحث الحالي أنماط الخدمات الحديثة التي يقدمها البريد المصري، والتي لم تعد قاصرة فقط على الخطابات والطرود والمراسلات الحكومية، وإنما أصبح هناك حزمة من الخدمات الحديثة التي ينافس بها البريد مثل؛ الحوالات البريدية، الحسابات الجارية، الحسابات البنكية، صرف الرواتب والمعاشات وكذلك خدمات المحليات والأحوال المدنية، وقد أضاف ذلك ُبعدًا جديدًا في رفع قيمة الخدمات البريدية، كما قلل الضغط على منافذ خدمات أخرى ورفع القيم النقدية المضافة للبريد كهيئة خدمية اقتصادية، وعالج البحث طرق نقل المادة البريدية في مركز بنها والتي تمثلت في خطوط السكة الحديدية بمساهمة ضعيفة لقرية واحدة، في حين شكلت الطرق البرية النمط الأكثر استخداما من خلال أربعة خطوط نقل تغطي منطقة الدراسة، وتضمن البحث تحليل أنماط توزيع الخدمات البريدية بمركز بنها باستخدام تحليلات ARC-GIS، مثل تحليل صلة الجوار، تحليل حرم الظاهرة والاتجاه التوزيعي لمكاتب البريد والتي نتج من تطبيقهم أن نظام التوزيع يميل إلى الانتشار حول نقطة مركزية هي مكتب بنها البلد، وهو أول مكتب بريد تم إنشاؤه في منطقة الدراسة ومازال يمثل نقطة تجميع المادة البريدية في المركز ككل، وكذلك تمت دراسة معيار كفاية وكفاءة الخدمات البريدية بمركز بنها نسبة لمعيار عدد السكان وطبقًا للمعايير التخطيطية للخدمات البريدية في الريف وفي الحضر، ولتقييم الأداء الخدمي تم قياس مستويات الرضا للمستفيدين من خلال تحليل نتائج استمارة الاستبيان التي بلغ عددها (700 استمارة)، وظهرت مشكلات عديدة من أهمها؛ عدم ملائمة معظم مباني مكاتب البريد لتأدية الخدمة، وقلة الأجهزة المساعدة على سرعة أداء الخدمة مما زاد من فترات الانتظار مع عدم توافر أماكن مؤهلة لانتظار المستفيدين وهذا يوضح قصور في الخدمة، خاصة في ريف المركز، بينما أبدى المستفيدين رضا عن أداء الموظفين، وسرعة التداولات النقدية بمكاتب البريد في الريف والحضر. وقد خلص البحث إلى اقتراح زيادة (23 مكتب بريد بالمركز ليكتفي السكان من الخدمات البريدية بشكل جيد)، مع ضرورة الالتزام بالمعايير التخطيطية في إنشاء المكاتب الجديدة، وتطوير المكاتب الموجودة بالفعل. |