لا يخفى على الإنسان ما للصحافة من مكانة عالية و دور كبير في عالمنا اليوم , فهي مهنة كريمة ترعى مصالح الأمم أفراداً و جماعات , و مدرسة كبيرة للتوجيه و الإرشاد , فرسالتها عظيمة.. و أهدافها كبيرة.. لا تقف عند حد البحث عن الخبر و نشره , و لكنها تتجاوزه إلي التأثير و التغيير و التقويم و التثقيف.
فالصحافة ترضي حاجة أساسية من حاجاتنا وهي معرفة ما يدور حولنا ،وانها تسجل الوقائع والأحداث وتذيع أخبارها لتحيط الناس علما بها وتفسرها وتذيع الأفكار وتحكم على الأشياء وتقدم المعلومات بقصد تكوين جمهورها والاحتفاظ به. ( 20: 4-5)
كما أنها تبعث الحياة في الأخبار فالأحداث البسيطة يمكن أن يضفي عليها المحرر الطابع الدرامي بتفاصيل متقنة ذات طعم ،والصور الفوتوغرافية للأفراد والمناظر تجعل الأخبار أقرب إلى الفهم وذات معنى أو مغزى وتحافظ على اهتمامات الجمهور ، وتعد الصحافة أداة رئيسية في تشكيل الرأي العام. ( 17 :20)
وتميزت الصحافة بمساهمتها إلى حد كبير في توجيه الرأي العام ، حيث ظهر ذالك من خلال تقديمها للتحليلات العميقة والتفسيرات الموجهة للأحداث والقرارات والقضايا السياسية والاقتصادية والرياضية انطلاقاً من مبدأ التغطية الصحفية التفسيرية للأحداث ،فهي تكتسب أهمية كبيرة خاصة في ضوء حقيقة أن المواطنين أصبحوا يتلقون كماً كبيراً من المعلومات ولا يستطيعون الربط بينها أو تفسيرها. ( 26: 225)
والتناول الصحفي يتسم بالاختلاف والحرفية من قبل القائم بالاتصال بهدف توصيل القضية إلى أكبر شريحة ممكنة من الجماهير خاصة وقت الأزمات التي يحتاج فيها المواطن إلى معلومات تتسم بشفافية عالية من قبل المعنيين في الدولة ،وتتحمل الصحيفة مهمة نقل التفاصيل بموضوعية وحيادية تامة من أجل احتواء تأثيرات الأزمة على المدى القصير والطويل فيما بعد . ( 19: 50)
وتزيد حاجة الأفراد أثناء الأزمات لسماع أخبار الأزمة ومتابعة تطوراتها وإذا لم تلبي المنظمة هذه الاحتياجات ستنتشر الشائعات وقد يتناول البعض الأزمة في غير صالح المنظمة وتردد أجهزة الاعلام هذه الآراء غير السليمة دون تدقيق أو فحص أو تحليل مما يسبب مشاكل كبيرة. ( 54: 211-212)
وتتعلق أزمة منع الجماهير من حضور مباريات كرة القدم بداية بأحداث ستاد بورسعيد التي وقعت داخل ستاد بورسعيد مساء الأربعاء 1 فبراير 2012 عقب مباراة كرة قدم بين المصري والأهلي، وراح ضحيتها 74 قتيلاً ومئات المصابين بحسب ما أعلنت مديرية الشؤون الصحية في بورسعيد. وهي أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية. وصفها كثيرون بالمذبحة أو المجزرة، مشيرين إلى استبعادهم وقوع هذا العدد من الضحايا في أعمال شغب طبيعية وتخطيط طرف ما لها. وجري التحقيق فيها من أطراف عدّة. (84)
ومن أكثر الأمور خطورة تناول الأزمة بطريقة سلبية وعدم ذكر ايجابيات المنظمة في تعاملها مع الأزمة ،فيجب على المسئول عن النواحي الاعلامية التأكيد باستمرار على الايجابيات والبحث عن طرق لتحويل السلبيات إلى ايجابيات أو على الأقل تحييد تلك السلبيات ،وعندما تنفجر الأزمة يجب أن تكون الحقائق مبدئية وغير كاملة ولكنها على الأقل ستعطي فكرة عن حجم ومقدار الأزمة ،وفي بعض الأحيان تظل وسائل الإعلام تذكر الأزمة عن طريق المقارنة بأزمات أخرى. ( 54: 212-213)
تتحدد مشكلة البحث بأزمة غياب الجماهير عن ملاعب كرة القدم وهو المصطلح الشائع إعلامياً فعلى مدار (5) سنوات تقرر خلالها إقامة مباريات الدورى والكأس بدون جمهور وهذا بسبب واقعة النادى الأهلى والمصرى التى راح ضحيتها (74) مشجعا أهلاويا ،حيث بدأ أوّل إنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثمّ اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة.
وتكرّر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري الفائز (3-1) بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما أوقع العدد الكبير من القتلى والجرحى - بحسب شهود عيان.
وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة « بلد البالة مجبتش رجالة » والتي عدها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم.
وذكرت مصادر عديدة غياب كلّ الإجراءات الأمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلا عن قيام قوات الأمن بقفل البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم.
وعلى الرغم من أن أحداث شغب الملاعب أعقبت ثورة يناير بسبب الانفلات الأمنى إلا أن هذه المباراة كانت الفاصلة فى إقامة المباريات بدون جمهور ،وخلال الفترة الوجيزة الماضية تقرر عودة الجمهور بشكل تدريجى لحضور مباريات الدور ال 8 من كأس مصر.
ونظراً لأهمية الإعلام عامة والصحافة خاصة حيث هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أوالثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية وغيرها.
وتشكل الصحافة عنصراً أساسياً في تشكيل وتوجيه الرأي العام، فعصرنا الراهن بما يمتاز به من إيقاع سريع في مستوى الأحداث ونشر المعلومات يجعل الإنسان شغوفا بالحصول على المعلومة التي تقدم له صورة واضحة عمّا يدور من حوله من وقائع وأحداث وتحاليل منطقية مبنية على ربط الوقائع، حتى يستطيع بلورة أفكاره وتكوين رأي معين عن مجمل ما يدور من أحداث سواء على المستوى المحلي أو العالمي. (85)
فمن هذا المنطلق فقد اتجه الباحث لمحاولة تحليل ما نشرته الصحف القومية المحلية عن هذه الأزمة بمساعدة الخبراء في هذا المجال والتوصل الى كيفة معالجة الصحافة للازمة
|