المقدمة
يمثل الشكل العمرانى والطابع المعماري صفة معبرة عن الثقافه السائده فى المجتمع لقيمتة الحضارية ، وتصل تلك القيمة الحضارية بالعمارة والعمران إلى أرقى مستوياتها عندما ترتبط بدلالات ومفاهيم تراثية ، لذا فإن التهاون أو الإهمال بالموروثات الحضارية التى تثرى العمارة و العمران ما هو إلا غياب للوعى القومى بالقيم الحضارية وإهدار لثروة قومية وتراجع للبعد الثقافى لدى المجتمع .وقد حدث تحت وطأة التنمية العمرانية المتسارعة وغير العابئة بالقيم الحضارية والتراثية خلال النصف الثانى من القرن العشرين فى مصر فبدأت كثير من المبانى المتميزة بالاختفاء لتحل مكانها مبان أخرى لا ترقى إلى نفس القيمة المعمارية ، مثال ذلك إستخدام العديد من المبانى ذات القيمة كمبانٍ حكومية وخدمية مختلفة ، بما لا يتلائم مع وظيفتها الاصلية و قيمتها التراثية ، مما أدى إلى التشوه والتلوث البصرى الذى أصبح يمثل ظاهرة فى كثير من المدن المصرية. لذا نقدم في هذه الورقة البحثية حل لاشكاليه إعاده تاهيل المبانى ذات القيمه باستخدام الطريقة الهنجارية المعدلة بما يتناسب مع الواقع المعاصر، هذا وقد تم تطبيق الخورازم المقترح على مثال عددى لاختباره ثم تطبيقه على بعض المبانى ذات القيمة الموجوده فى جمهورية مصر العربية كدراسة مقارنة.
هدف البحث
يهدف البحث إلي دراسة المباني ذات القيمة ووضع حلول لاعادة تأهيل واستخدام المباني ذات القيمة بآلية تقوم علي اسس علمية وواقعية سليمة تتلائم مع الواقع المعاصر باتباع منهج تحليلي مقارن بين حالات بحثية متعددة محلية وعالمية باستخدام الطريقة الهنجارية المعدلة.
الكلمات المفتاحية
المباني ذات القيمة – إعادة الاستخدام – التأهيل – التراث – الطريقة الهنجارية
أهمية البحث
تكمن أهمية البحث في الأهمية الثقافية والمعمارية للتراث كما يلي:
يري النقاد أن هجر التاريخ كمصدر للقيم المعمارية ، يعني التخلي عن القوة الدافعة الرئيسية نحو المعاصرة والتحديث . وإذا كان التراث هو نتاج ثقافي فكري ، يفرز نتاجا ماديا حضاريا عام ومعماريا بوجه خاص . فأهمية التراث هي : أهمية ثقافية فكرية في المقام الأول ، تطبيقيه معمارية في المقام الثاني .
تتمثل الأهمية الثقافية للتراث في التأكيد علي الهوية الفكرية ، وتحقيق الانتماء في ظل عالم تتعاظم فيه دعاوي العولمة والهيمنة الثقافية ، وبالتالي قدرته علي مواجهة التيارات الثقافية الخارجية ، وحماية الخصوصية الثقافية المحلية ، لاسيما إذا كان لهذا التراث ملامحه الواضحه والمعبرة عن الثقافة الأصيلة للمجتمع . فالتراث حينما كان واقعا معاشا لمجتمع محدد كان تعبيرا عن ثقافة ذلك المجتمع ومجسدا له في إطار حضاري بنائي ، وبعد مضي الزمان يصبح ذلك كله تراثا ومن خلال تطوره عبر الزمان – لمواكبة كل جديد – تضاف إليه قيمة جديدة ، وهي تعبير التراث عن التطور الحضاري دون القطيعة مع الماضي . ومن ثم ، فالتراث يمثل تأكيدا لتطور الذات والشخصية القومية عبر التاريخ خلال محور ثقافي ثابت ومؤكد .
تتمثل الأهمية المعمارية للتراث في كونه سجلا وثائقيا هاما ، يحكي تاريخ المجتمع ويعكس صورته في رحلته عبر العصور ، ويعكس طبيعة التغير في كل مرحلة من مراحل تاريخه ، بالإضافة لكونه تسجيلا لخلاصة خبرة أفراد المجتمع وإبداع الموهوبين منهم ، في تلبية اعتبارات مناخية ووظيفية وجمالية وعكس المستوي التقني والمواد والمهارات ،فهي أمثلة نستقي منها حاضرنا .
المشكلة البحثية :-
المشكلة البحثية محل الدراسة هنا هو إستخدام العديد من المبانى ذات القيمه كمبانٍ حكومية وخدمية مختلفة ، بما لا يتلائم مع وظيفتها الاصليه و قيمتها التراثيه ، مما أدى إلى التشوه والتلوث البصرى الذى أصبح يمثل ظاهرة فى كثير من المدن المصرية لذا نقدم حل قائم على اسسس علميه وواقعيه لإعادة تاهليها فى ضوء محدودة الموارد المالية المخصصة لذلك عن طريق إستخدام الطريقه الهنجاريه المعدلة لتقديم الحلول الممكنة و الواقعية لتلك الإشكالية.
|
