تهتم التربية الحديثة اهتماما كبيرا بتنمية الرياضيين عقليا ، جسديا ، وانفعاليا ، وقد بذلت في الأونة الأخيرة جهود كبيرة لتطوير البرامج التدربية والمناهج التعليمية ، وتحسين طرق التدريس المتبعة في المدارس والجامعات في الوطن العربي وتحسين كافة وسائل التدريب فى الاندية لكي تواكب التطورات العلمية المتسارعة و تنمية القيم الاجتماعية والضبط الاجتماعى لدى المدربين واللاعبيين حيث أن التطورات التي حصلت في المجتمعات أدت إلى تعقيد العلاقات التبادلية بين أفراد المجتمع الواحد ، حيث أن القيم الاجتماعية للاعبين والضبط الاجتماعى للمدربيين تعتبر القاعدة الحقيقية لبناء المجتمع الرياضى وتنميته .
حيث أن الغرض الأساسي في الضبط الاجتماعي هو إتاحة الفرص المتساوية للجميع من اللاعبين وحمايتهم واستمرارية النشاط ، لأنه في غياب الضبط تعــم مظـاهر الفوضى .
لذلك يجب دراسة الضبط الاجتماعي داخل الفريق الرياضي للوقوف على المظاهر أو الوسائل التي يشكل بها مجتمع الفريق سلوك أفراده والأجهزة التي ينشاها لصيانة النظـام الاجتماعي فيه .
ونظرا لسعى المدرب إلى الاهتمام بجميع الجوانب التي ترتبط بحياة اللاعبين ، حيث يعتبر التدريب الرياضي عاملا هاما يؤثر بصورة مباشرة على أسلوب حيـاة الرياضـي ومعيشته وسلوكه ، حيث أصبحت مدة المنافسات تستمر لفترة طويلة ، مما أدى كذلك إلى التغيير في العملية التدريبية ومتطلباتها والذي يجبر الرياضي على الالتزام في ممارسة الأنشطة الرياضية فردية كانت أو جماعية للوصول إلى المستوى الذي يسمح بمسايرة المنافسة ويرتقي بالأداء الرياضي للحصول على أحسن النتائج
كما يؤكد محمد الدماطي (٢٠15م) على أن الرياضة تعد نظاما ضابطاً بثقافتها والضبط الاجتماعى هنا يعمل على إرساء العديد من المعارف وقواعد وأنماط من القيم الاجتماعية والتربوية والسلوك الذى يتفق مع النمـوذج العـام المقبـول مـن المجتمع ، فالرياضة تضبط نماذج السلوك الاجتماعي مثل التعاون والمنافسة والصـداقة والمجاملة ء ، وكذلك تضبط نماذج السلوك الأخلاقـي مثـل العدالـة والشـرف والأمانة والقيم الاجتماعية السوية كضبط النفس وتحمل المسئولية، وعلى عكس ذلك قد تؤدى الرياضة إلى سلوك عدواني وتعصب وغش فهـي بذلك سلاح ذو حدين .
ويعتبر غريب أحمـد (۲۰۰۲م) أن الضبط الاجتماعي يعتبر الطريقـة التي يتطابق بها النظام الاجتماعي ككل للحفاظ على هيكله و مقوماته ثم كيفية تقبل الأفـراد والفئات الاجتماعية لهذه الطريقة ولما تمارسه قوى الضبط من ضغوط .وبمعنى آخر هـي القوى التي يمارسها المجتمع على افراده والطرق والمعايير التي يفرضها للهيمنة والإشراف على سلوكهم وأساليبهم في التفكير والعمل وذلك لضمان سلامة البنيان الاجتماعي والحرص على أوضاعه ونظمه والبعد عن عوامل الانحراف.
ويذكر محمد ابو الحمد (2018م) أن الضبط الاجتماعي يستخدم فى تنفيذ أحكامه وضبط قيمه قاعدة الجزاء، وله مظهران: قد يكون جزاءاً إيجابياً مثل أساليب تشجيع الأفراد وإثابتهم على فعل جيد، أو قد يكون الجزاء سلبياً ومظهره العقوبة لمن يخرج على معايير الجماعة وقيمها. هذا الجزاء العقابي يتناسب مع حجم العمل غير السوي الذي قام به اللاعب، أو العضو في أي جماعة أو الفرد فى المجتمع، وعلى هذا يمكن القول أن عنصر الجزاء له وظيفة اجتماعية لأنه يترجم ظاهرة القهر التي يمارسها المجتمع للقضاء على مظاهر التمرد والعصيان والخروج على العادات والأعراف الاجتماعية.
ويضيف عصام الهلالى (2010م) أن الغرض الأساسي من الضبط الاجتماعي هو إتاحة الفرص المتساوية للجميع من اللاعبين والمدربين وحمايتهم واستمرارية النشاط ، لأنه في غياب الضبط تعم الفوضى وتتأسس عملية الضبط الإجتماعي على أن النظام الاجتماعي خاضع لقوانين قد تكون عرضة للتخلف حين يستهين بها الأفراد رغم أنها تمثل سلطة ضابطة على سلوكهم . وعلى المجتمع القيام بعمل مضاد لهذه الانحرافات حتى يحفظ النظام والمعايير والقيم سلطانها ونفوذها على الأفراد والجماعات.
ويمكن أن ندرك أهمية القيم الاجتماعية كماأوضحت فريال علي (۲۰۱۱م) سواء كان على المستوى الفردي أم على المستوى الجماعي لدى الرياضيين من خلال كثرة الأصوات التي تعلو في الكثير من المجمعات ، والتي تنادي بالتمسك بالقيم والانتباه و تماسك وترابط الأفراد ، هذا بالإضافة إلى أن القيم هي التي تعطي معنى وقيمة للحياة بشكل أفضل . ويرى حيث تعمل على ترابط المجتمع وتماسكه وتوحيده وتنظيمه .
وأوضح كلا من سليمان موسی ، وعايد خوالده (۲۰۰۷م) أن القيم الاجتماعية تساعد على تشكيل الكيان النفسي للفرد، فهي تزوده بالإحساس بالغرض لكل ما يقوم به، وتولد عنده القدرة على الضبط عن طريق تمييز الصواب والخطا، والحسن من القبيح، وتمكنه من معرفة ما يتوقعه من الآخرين، وتتخذ معياراً للحكم على السلوك، والأهداف التربوية التي توضع لتربية الأفراد في المجتمعات تشتق من القيم التي تهتم بحياة الإنسان، فتكون بمثابة المعيار الذي يتم بموجبه اختيار الأهداف التربوية المنبثقة من السياسة التربوية، والتعليمية التي تشتق من فلسفة المجتمع التي تتمثل في المنظومة القيمية لذلك المجتمع .
وذكر محمد فتوح (2013م) أن القيم تعتبر الأساس المهم في سلوك الأفراد لذلك، فإن فقدان القيم وضياع الإحساس بها أو عدم التعرف عليها يجعل الفرد ينخرط في أعمال منافية وعشوائية، كما يسيطر عليه الإحباط والعزلة والتمرد لعدم إدراكه جدوى ما يقوم به من أعمال، فهي باعتبارها معتقدات الفرد عن قدراته لإيجاد معنى لحياته في جميع ميادين الحياة وأهمها الاجتماعية نظراً لأنها تمس العلاقات والمعاملات الإنسانية بكافة صورها وذلك لأنها ضرورة اجتماعية، ولأنها معايير واهداف لابد أن نجدها في كل مجتمع منظم سواء أكان منظم أو متقدما او متأخرا، فهي تتغلغل في الأفراد بدوافعهم واتجاهاتهم وتظهر في السلوك الظاهري سواء الشعوري واللاشعوري.
ومن أهم أسباب المشكلة التي دفعت الباحث إلي تبني هذه الفكرة أن عملية الضبط الاجتماعى لدى المدربين اذا ما سارت فى مسارها الصحيح شب الرياضى ونشأ فى حالة تكيف مع نفسه ومع طبيعة المجتمع حوله ومن ثم يصبح قادرا على توجيه سلوكه أثناء ممارسة النشاط الرياضى والقدرة على التفكير الصائب الذى يساعد فريقة فى تحقيق الفوز والوصول لأعلى المستويات وتحقيق البطولات والوصول باللاعبين الى مستوى قيمى عالى بجانب المستوى البدنى والمهارى والخططى وذلك من خلال التساؤل العام للبحث ما هى العلاقة بين الضبط الاجتماعى لدى المدربين والقيم الاجتماعية لدى لاعبى الفرق الرياضية ؟
1/3 هدف البحث :
يهدف البحث الي التعرف علي الضبط الاجتماعى لدى المدربين وعلاقته بالقيم الاجتماعية لدى لاعبى الفرق الرياضية وذلك من خلال :-
1/3/1 التعرف على مستوى الضبط الاجتماعى لدى المدربين عينة البحث .
1/3/2 التعرف على مستوى القيم الاجتماعية لدى لاعبى الفرق الرياضية عينة البحث .
1/3/3 التعرف علي العلاقة الارتباطية بين الضبط الاجتماعى لدى المدربين و القيم الاجتماعية لدى لاعبى الفرق الرياضية.
|