ولا شك أن لكل عصر طابعه الخاص، وفي عصرنا الذي نحياه نشهد تغيّرات وتحولات في الثقافة والذوق، فقد تنوعت ألوان التحضر والتمدن في المجتمع. وظهرت تغيّرات اجتماعية وتحولات ثقافية، وامتزاجات ذوقية في المأكل والمشرب والملبس. فالثقافة الرسمية التي كانت تُعلي من شأن المثالية والتناسق والذوق الرفيع اختلطت وامتزجت بالثقافة الشعبية، ولا شك أن الإعلام والدعايا والإعلان يلعب دورًا مهمًا في التحفيز على هذا الاختلاط، وما نشأ عنه من انقلاب الذوق العام وما يرتبط به من مظاهر الحياة العصرية من موضة ومظهر وفن وأثاث ومعمار ومفروشات. لقد أصبحت العلاقات الاجتماعية تتحكم فيها الرموز الثقافية المتغيرة إلى حد أننا لم نعد نستطيع العثور عن نمط مثالي أو معياري نقيس عليه أو نلتزم به حتى أن الثقافة الرفيعة أو ثقافة النخبة لم تستطع أن تحافظ على سمتها الأصيل، ولكن تم تهجينها بالثقافة الشعبية، فامتزجت الطبقة الأرستقراطية مع الطبقات الشعبية، وأخذت تشاركهم في أذواقهم الجماهيرية. ويظهر ذلك في الاحتفالات أو الكرنفالات والأعياد والمناسبات وما تجلى فيها من تغييرات عكسية تخالف الثقافة الحضرية أو المدنية الرسمية الراقية. |