فتحية النّمر روائية وقاصة إماراتية، بدأت رحلة الكتابة في مرحلة متأخرة، وعلى الرغم من ذلك فقد نبغت في الكتابة الإبداعية وخاصة الروائية، وخلال فترة زمنية وجيزة تصدرت بأعمالها السّاحة الإبداعية ليتردد اسمها كروائية ضمن كُتّاب وكاتبات الرواية الإماراتية. ولعل أهم ما يميز "فتحية النمر" قدرتها على الإنتاج الإبداعي بغزارة، فقد صدر لها حتى الآن تسع روايات وثلاث مجموعات قصصية ومجموعة من الرسائل جاء عنوانها: "رسائل بلا عنوان"، وظاهر الرسائل سردٌ وباطنها فلسفة وجودية وأخلاقية وقضايا شتى. ولقد عنونتها داخلياً بالأوراق حتى بلغ عددها مئة وواحد بعد المئة، وكأنها تُحاكي كتاب مئة ليلة وليلة؛ لذلك كان من الأجدر أن يكون عنوانها: (مئة ورقة وورقة) بدلاً من: (رسائل بلا عنوان). والمتابع للمنتج الإبداعي لــ"فتحية النمر" سيلحظ نوعاً من الزخم والثراء والتنوع في العطاء، ولعل أهم ما يميز إبداع "فتحية النمر" هو الجرأة في تناول قضايا المرأة داخل المجتمع الإماراتي. وفي هذه الدراسة النقدية سنعالج باكورة إنتاج "فتحية النمر" الروائي، ألا وهي روايتها الأولى "السقوط إلى أعلى"، التي صدرت في طبعتها الأولى عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة 2011، وبعد نفاد الطبعة الأولى أعادت دار الحوار بسوريا طباعتها فصدرت الطبعة الثانية 2018. ولقد اخترنا هذه الرواية تحديداً لكونها المحطة الأولى التي انطلقت منها الكاتبة لتحلق بعدها في سماء الإبداع العربي عامة، والإماراتي على وجه الخصوص، كما أن السرد في هذه الرواية يتسم بفلسفة خاصة؛ إذ تحرص "فتحية النمر" منذ اللحظة الأولى على دفع قارئها إلى التفكير، وإثارة التشويق والتساؤل لديه، حيث قامت بتأسيس روايتها على المفارقات السردية مع قولبة وزلزلة الثوابت الاجتماعية، وذلك بطرح المسكوت عنه في المجتمع الخليجي. |