يهدف البحث إلى تسليط الضوء على إشكالية تطبيق مناهج السرديات narratology في دراسة النصوص السردية، وما أدت إليه من تجميد النصوص، بل أدت ـ إذا جاز القول ـ إلى قتلها عندما غيّبت دورها الوظيفي كمحور العملية النقدية؛ إذ تحولت النصوص إلى مجرد أمثلة/شواهد دالة على جودة القاعدة وصلاحية تطبيقها، ولعل هذا يُفضي بالدراسات إلى نتائج محدودة ومتشابهة.
ومنهجية البحث وخطته تنطلق من تقدير النصوص السردية؛ لكونها نصوص إنسانية حيوية تتأثر بالأنساق الثقافية، فهي نابعة وفق مؤثرات اجتماعية متنوعة، وتحوّلات ثقافية مُتغيّرة، وكل هذا من شأنه أن يدفع نحو إعادة النظر في مناهج السرد. ومن ثمَّ فلابد أن تتواكب النظرية النقدية مع ما يشهده المجتمع من تحول وتطور، وستُسهم الدراسات الثقافية للنصوص السردية في استخراج المعاني المُضمرة، خاصة إذا تم ذلك عبر رؤية نقدية موضوعية، تركز على رصد الدلالات، وكشف الجماليّات. ولعله من المهم أن تتضافر الجهود النقدية نحو صياغة نظرية سرد ثقافية. |