إن المدن القائمة التى نشأت بدون تخطيط مسبق والتى أصبح لها تأثير واضح وملموس داخل المحافظات والدول الموجودة بها وذلك لانها تتسم بسمات حضارية وثقافية وتراثية فأصبحت مدن جاذبة للسكان والزائرين وتتزايد بها أعداد السكان. فتحتاج هذه المدن إلى مزيد من تحسين الواجهة الحضارية بها. فنجد أن المراكز الحضارية تساعد فى تطوير هذه المدن لما لها من تأثير واضح وأهداف هامة سواء من ناحية نوعية وإتاحة الأنشطة والخدمات أو من ناحية تحسين البيئة الحضرية بشكل عام. وتقدم هذه المراكزنمطاً عمرانياً متقدماُ ورؤية بعيدة المدى لتطوير المدينة والتى تساعد فى حل كثير من القضايا الحرجة التى قد يتسبب بها التمدد غير المنظم لهذه المدن. لكن تحتاج هذه المراكز إلى التحديد الدقيق لوظائفها ومهامها. أيضاً تحتاج إلى آلية تساعد فى الإختيار الأمثل لأماكن هذه المراكز وذلك حتى تحقق الهدف المرجو من إنشائها.
لذلك يركز هذا البحث على إعداد آلية لاختيار أماكن المراكز الحضارية داخل المدن القائمة وذلك من خلال خطوات منهجية تساعد فى هذا الاختيار وذلك من خلال دراسة النظريات العلمية للمراكز الحضرية الكبرى سواء أحادية الوظيفة أو متعددة الوظائف وكذلك دراسة المراكز الحضارية للمدينة civic center والتى تعتبر نموذج مصغر من المركز الحضرى الكبير ودراسة خطوات اختيار الموقع ومن ثم التوصل الي معايير اختيار تكون بمثابة مسطرة قياس للاختيار. ثم التطبيق من خلال دراسة مدينة بريدة التى تتبع إمارة القصيم بالمملكة العربية السعودية وتشخيصها من المنظور العمرانى ومن ثم التوصل إلى الاماكن الافضل بها لتصبح مراكز حضارية للمدينة. ويمكن ان تتبع هذه الخطوات الهيئات العامة والمسئولة عن تطوير المدن عند بداية شروعهم فى تطوير المدن القائمة ووضع المراكز الحضارية فى أولوياتهم باعتبارها أحد الركائز الحضارية الهامة لتطوير المدن.
الكلمات المفتاحية: المراكز الحضارية – المراكز الحضرية – آلية اختيار الموقع.
|