بدأت مصر بعد ثورة يناير 2011 وبعد إستقرار الأوضاع بها فى مسيرة التنمية على الرغم من وجود بعض الصعاب، لكن جارى التغلب عليها فى الوقت الحاضر، وبدأ المفكرون والعلماء فى عرض مشاريع وسياسات عمرانية كانت قد عرضت فى الفترات السابقة وبعض هذه المشروعات بدأ العمل فيها على أرض الواقع بالفعل، وقد طرحت الهيئة العامة للتخطيط العمرانى مشروع تنمية مصر 2052 وهذا المشروع يتبنى تنمية عدة محاور وهي: (محور قناة السويس – محور البحر الأحمر – محور البحر المتوسط – محور تنمية سيناء – العاصمة الإدارية الجديدة).
وهدف هذا المشروع هو التغلب على الزيادة السكانية التى من المتوقع أن تصل إلى 145 مليون نسمة ، ويناقش هذا البحث طرح خاص بتنمية أحد هذه المحاور وهو محور البحر الأحمر من منظور التنمية الإقليمية المعتمدة على إستراتيجيات ونظريات التنمية الإقليمية والتى تعتمد أيضاً على تجارب الدول السابقة والتى حققت تقدماً واضحاً ، وذلك بالتوصل إلى إطار منهجى إسترشادى لتنمية الأقاليم ، ويتم التركيز فى هذه الدراسة على أحد الأقاليم الموجودة بمحور البحر الأحمر وهو إقليم جنوب الصعيد ، حيث أنه ثانى إقليم فى مصر من حيث المساحة ويمثل نسبة 16.17% من إجمالى مساحة مصر وتعداد السكان به لايتعدى 4% من إجمالى السكان.
وسيتم دراسة أحد المناطق الهامة بهذا الإقليم والمليئة بالإمكانيات والثروات الطبيعية والتى تطل مباشرة على البحر الأحمر وهي منطقة راس بيناس بحيث تصبح هذه المنطقة أحد أقطاب النمو وتصبح عاصمة للإقليم وتكون جاذبة للسكان. ويتم التطبيق على هذه المنطقة الإطار المنهجى الإسترشادى الذي تتوصل إليه الدراسة النظرية وصولاً بعدها إلى نموذج مقترح استرشادي لتنمية هذا الاقليم. وبعدها يمكن التكرار في باقي الاقاليم المشابهه التي يتوفر بها ثروات طبيعية ليصبح بها مدن (اقطاب نمو) وذلك للمساهمة فى عمل تنمية إقليمية حقيقية في الاقاليم المهمشة تعمل على إجتذاب السكان من الوادى الضيق اليها. بحيث يحدث التوازن بين تعداد السكان وبين المساحة المقيمين عليها في مصر.
|