تتجسد مشكلة الإنسان مع الطبيعة فى ضرورة إعطاء الطبيعة صفة الإستمرار بكفاءة كمصدر للحياة ، والعمران المستدام هو أحد أهم وسائل التعامل الناضج مع البيئة والحفاظ عليها حيث يرمى الى تقليل إستهلاك الطاقة والمواد والموارد وايضاً تقليل التأثير الضار لكل من الإنشاء والإستعمال على البيئة الطبيعية .
لذلك ظهرت الدعوة لتحقيق مبدأ التنمية المستدامة وكانت منظمة الأمم المتحدة هى الداعمة والعاملة من أجل تحقيق هذا المبدأ ، وظهر ذلك في العديد من المؤتمرات والإعلانات الصادرة عنها ومن أهم هذه المؤتمرات مؤتمر اسطنبول عام 1996 والمعروف (بقمة المدن ) الذي صدر عنه أهم إعلانات المستوطنات البشرية وكان هدف هذا المؤتمر تقييم التقدم منذ الموئل الأول في فانكوفرالذي كان بداية لتأسيس بدايات لجنة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ، ووضع أهداف حديثة للألفية الجديدة وجعله إحد البرامج الاساسية للمنظمة بعدما أصدرت مجموعة متكاملة من المؤشرات للتنمية المستدامة لتكون بمثابة مقياس ودليل للمجتمعات لتحقيق الاستدامة في شتى المجالات ، كما يمكن من خلال هذه المؤشرات معرفة التقدم تجاه تحقيق الهدف المنشود.
وتهدف هذه الدراسة الى إستظهار آليات تحقيق التنمية العمرانية المستدامة الصادرة عن إعلان اسطنبول 1996 وتكاملها مع مجمل مؤشرات الأمم المتحدة فى هذا المجال .
وبمقارنة هذه الآليات بالمؤشرات العامة التي طرحتها منظمة الأمم المتحدة يتضج وجود نقص فى آليات إعلان اسطنبول لتحقيق مدن مستدامة عمرانياً.
وبتتبع ما ورد عن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من تقارير خاصة بهذا المجال توصلت الدراسة أن هذه التقارير قدمت من الأليات ما يكمل إعلان قمة المدن ليصبح برنامج المستوطنات البشرية إحدى برامج الأمم المتحدة التي يمكن للدول الراغبة لتحقيق نهضة عمرانية مستدامة اللجوء إلى إرشاداتها وتوجيهاتها لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة ناجحة.
|