تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق هدف رئيسي يتمثل في الكشف عن الدور الذي تلعبه المقاهي في الفعل السياسي في المجتمع المصري في السنوات العشرة الأخيرة، والمحددات البنائية لهذا الدور. ومن ثم فإن الدراسة الراهنة تنطلق من تساؤل رئيسي حول، ما هي أهم ملامح الدور الذي تلعبه المقاهي في الفعل السياسي في المجتمع المصري؟
وتنطلق الدراسة من المنهج الوصفي التحليلي باستخدام أدوات التحليل الكيفي اعتمادًا على أدوات المقابلة ودراسة الحالة والملاحظة بالمشاركة، أدوات لجمع البيانات، ولقد تم إجراء الدراسة على ثلاث من المقاهي الشهيرة بمدينة بنها. حيث تم تطبيق دليل دراسة الحالة على عينة عمدية بلغت (30) حالة تم تقسيمها إلى فئتين اثنتين، فئة مالكي المقاهي والعاملين بها وعددهم (6) حالات موزعة على المقاهي الثلاث بواقع مالك المقهى واحد العاملين من كل مقهى. بالإضافة إلى (24) حالة من رواد المقاهي موزعة على المقاهي الثلاث على نحو عمدي، حيث تم اختيار (2) حالة من الرأسمالية الزراعية، و(4) حالات من رجال الأعمال، و(6) حالات من الشريحة العليا من الطبقة الوسطى، و(5) حالات من الشريحة الوسطى من الطبقة الوسطى و(5) حالات من الطلاب، و(2) حالة من العمال.
ولقد استغرقت الدراسة الميدانية ستة أشهر بدءًا من ديسمبر 2020 إلى مايو 2021. وقد انتهت الدراسة إلى جملة من النتائج المهمة، حيث رأت الدراسة أن ثمة مجموعة من العوامل البنائية وخاصة المتعلقة بالشأن السياسي لعبت دورًا مهمًا في تشكيل الدور السياسي للمقهى على نحو إيجابي أحيانًا وسلبيًا أحيانًا أخرى. ولقد تأثرت استجابات عينة الدراسة بصدد رؤيتها للدور السياسي للمقهى بالموقع الطبقي والمستوى التعليمي والموقف من ملكية وسائل الإنتاج.
كما أوضحت نتائج الدراسة أن السياسات التي اتبعتها الحكومة المصرية قد أدت إلى انحسار وتراجع المجال العام السياسي، وإغلاق قنوات الرأي العام أمام العديد من الشرائح الطبقية، مما انعكس على وعي عينة الدارسة بخصوص التهديدات التي تحيط بالمقهى وتؤثر على التفاعل السياسي لها.
|
