استهدف هذا البحث بيان أثر استخدام إحدي استراتيجيات التعلم التعاوني في تدريس مقرر التاريخ بالصف الأول الثانوي علي التحصيل الأكاديمي للطلاب وكذا اتجاهاتهم نحو دراسة التاريخ؛ حيث يعد التعلم التعاوني كأحد الاتجاهات الحديثة في مجال التدريس وأيضاً كمحاولة جادة للنمو المعرفي للطلاب ترتكز علي المدخل البنائي Constructive approach الذي يهدف إلي تهيئة بيئة صفية توفر وضع اجتماعي تعاوني بين الطلاب المتعلمين يشاركون فيه معاً في البناء المعرفي حيث يشعر كل متعلم بأنه شريك فعال في الموقف التعليمي، كما يوفر للمتعلمين مواقف للتعلم يمارسون فيها مهارات التفكير العلمي وسلوك الاكتشاف والاستقصاء، وينمي لديهم العديد من المهارات، كمهارة كسب المعرفة، والمهارات الاجتماعية، ومهارات الاتصال.
ولقد أثبتت نتائج دراسات وبحوث متعددة أن التعلم التعاوني له آثاره الإيجابية علي الجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية للمتعلم، كما أكدت أيضاً آثاره في ارتفاع مستوي التحصيل الأكاديمي، وتعديل الاتجاهات نحو المقررات الدراسية المختلفة.
ولقد تمثلت أهمية هذا البحث في أنه:
- يمثل استجابة للنداءات المتكررة من قبل الباحثين في مجال تدريس التاريخ، بضرورة استحداث أساليب تدريسية تثير اهتمام الطلاب، وتهيئ لهم فرص العمل والتفاعل والتعاون في الموقف التعليمي.
- محاولة لمسايرة الاتجاهات العالمية الحديثة في مجال التدريس، وتجريب استراتيجية تدريسية قد تؤدي إلي نتائج مرغوبة.
- محاولة للتغلب علي بعض أوجه القصور في أساليب تدريس التاريخ.
- يقدم نموذجاً إجرائياً لكيفية استخدام التعلم التعاوني في مجال تدريس التاريخ، الأمر الذي قد يفيد في هذا المجال.
وقد تم استخدام المنهج التجريبي وذلك بهدف تجريب إحدي استراتيجيات التعلم التعاوني لقياس مدي تأثيرها، ومقارنة نتائجها بنتائج الأسلوب التقليدي (المعتاد) علي التحصيل الأكاديمي والاتجاه نحو دراسة التاريخ.
وتمثلت أدوات الدراسة في:
- اختبار تحصيلي لقياس الجانب التحصيلي للوحدة المختارة (من إعداد الباحث).
- مقياس الاتجاه نحو دراسة التاريخ لقياس أثر استخدام التعلم التعاوني (من إعداد الباحث).
ومن أبرز نتائج هذا البحث:
- وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوي (0.01) بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية التي درست باستخدام التعلم التعاوني،ومتوسطي درجات طلاب المجموعة الضابطة التي درست باستخدام الطريقة التقليدية في الاختبار التحصيلي، وذلك لصالح المجموعة التجريبية، وهذا يعني أن استخدام التعلم التعاوني في التدريس أدي إلي ارتفاع مستوي التحصيل لدي طلاب المجموعة التجريبية.
- وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوي (0.01) بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية، ومتوسطي درجات المجموعة الضابطة. وذلك في مقياس الاتجاه نحو دراسة التاريخ، وذلك لصالح طلاب المجموعة التجريبية، وهذا يعني أن استخدام استراتيجية التعلم التعاوني أثر في تعديل اتجاه الطلاب نحو دراسة التاريخ مقارنة باستخدام الأسلوب التقليدي في التدريس.
وخلصت الدراسة إلي بعض التوصيات والمقترحات المناسبة في هذا المجال.
|