استهدف هذا البحث دراسة الواقع الحالي لأهداف ومحتوي مناهج الدراسات الاجتماعية بالتعليم الإعدادي والثانوي بمصر، ومدي مواكبتها لتوجهات النظام العالمي الجديد، حيث أن الدراسات الاجتماعية- بحكم طبيعتها- تعد في مقدمة المواد الدراسية التي ينبغي أن تساير ما يحدث في المجتمع من تغيرات وتوجهات مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية، كما وأن لها دورها في إعداد الطلاب لمواجهة تحديات ومتطلبات النظام العالمي الجديد الذي أدت انعكاساته إلي ظهور بعض ملامح التغير والتطوير في مجال المناهج الدراسية.
وتتحدد مشكلة البحث في التساؤل الرئيسي التالي:
- ما مدي تناول أهداف ومحتوي مناهج الدراسات الاجتماعية بالتعليم العام بمصر لتوجهات النظام العالمي الجديد؟ ويتفرع عن هذا السؤال السؤالين التاليين:
1- ما توجهات النظام العالمي الجديد والتي ينبغي أن تراعي في مناهج الدراسات الاجتماعية؟
2- ما مدي مراعاة أهداف ومضامين مناهج الدراسات الاجتماعية بالتعليم العام بمصر لهذه التوجهات؟
وللإجابة عن هذه التساؤلات تم إعداد قائمة بالتوجهات العالمية من خلال مصادر متباينة، وتم وضع معيار مقنن في ضوء هذه القائمة، وذلك لتحليل الدراسات الاجتماعية في ضوئها، وبيان مدي مراعاة أهداف مضامين المناهج لهذه التوجهات.
ومن أبرز ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج:
- أن النسبة الغالبية للتوجهات العالمية والتي اشتملت عليها بنود المعيار لم تظهر بالشكل المتوقع في أهداف ومضامين مناهج الدراسات الاجتماعية بالتعليم الإعدادي والثانوي، وقد يرجع ذلك إلي العديد من الأسباب أهمها:
1- أن العلاقة الوظيفية بين مناهج الدراسات الاجتماعية والواقع المجتمعي في ماضيه وحاضره ومستقبله لا تزال دون المستوي.
2- أن التوجهات المستقبلية لا تزال بعيدة عن الإطار المرجعي الفلسفي لمناهج الدراسات الاجتماعية في مدارسنا الإعدادية والثانوية.
- إن البنود المعيارية المرتبطة بالتوجهات العالمية الجديدة والتي ظهر بعضها بشكل مباشر أو غير مباشر في الأهداف أو المحتوي لم يكن مخطط لها، ولكنها ظهرت بشكل عرضي غير مقصود وأحياناً ترتبط بأحداث محلية حديثة أو معاصرة فقط.
|
