استهدف هذا البحث قياس مدي إدراك معلمي الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الثانوية لبعض المفاهيم المصاحبة للتغيرات والتحولات العالمية المعاصرة حيث أن التحديات التي تواجه النظام التعليمي العصري يحتاج إلي وجود نوعيات جديدة من المعلمين عالية الكفاءة، رفيعة المستوي الأكاديمي والمهني والأخلاقي.
وإذا كانت الدراسات الاجتماعية أشد صلة وارتباطاً بواقع المجتمع وما يحدث فيه من تغيرات وتحديات، فإن المعلم في هذا المجال معني بما يعتري هذا المجتمع من تحولات وتغيرات دائمة وخاصة ما يرتبط منها بمجال تخصصه.
والجدير بالملاحظة أن التحولات الكبيرة التي حدثت نهاية القرن الماضي وبداية هذا القرن يصاحبها العديد من المفاهيم والتي تحدد معها الدور المستقبلي للمعلم وخاصة معلم الدراسات الاجتماعية.
ولذا تمحور اهتمام هذا البحث في:
1- استخلاص قائمة بالمفاهيم المصاحبة والمرتبطة بالتحولات والتغيرات العالمية المعاصرة.
2- تحديد مدي العلاقة بين تلك المفاهيم وتعليم وتعلم الدراسات الاجتماعية.
3- قياس مدي الإدراك المعرفي لمعلمي الدراسات الاجتماعية لبعض هذه المفاهيم.
ومن أبرز ما توصلت إليه نتائج هذه الدراسة:
- انخفاض المستوي العام للمعلمين (عينة الدراسة) وذلك فيما يتعلق بالإدراك المعرفي للمفاهيم المحددة موضع الاختبار، حيث لم تصل إجابات المعلمين إلي مستوي التمكن المطلوب (80%) من درجات الاختبار ككل.
- تدني مستوي إدراك المعلمين لمدلول بعض المفاهيم بشكل ملحوظ حيث كانت الإجابات منخفضة جداً لهذه المفاهيم، وقد يرجع ذلك إلي:
• الأساليب المتبعة في تخطيط وتنفيذ الدورات التدريبية والتي لا تعير هذه التغيرات وما يصاحبها من مفاهيم أي أهمية حيث ما زال ينظر إليها علي أنها خارج نطاق المنهج.
• قلة الاهتمام والمتابعة المستمرة من قبل بعض المعلمين لما يحدث من تغيرات وتحولات مختلفة علي المستوي المحلي والقومي والعالمي.
• طبيعة المناهج الحالية والتي تفتقد إلي العلاقة الوظيفية الترابطية بينها وبين الواقع الاجتماعي بما يحدث فيه من تغيرات وأحداث وما يصاحب ذلك من مفاهيم، الأمر الذي يجعل المعلم ناقلاً لما هو متضمن المنهج دون الاهتمام بأي متغيرات أو أحداث أخري خارج نطاق المنهج.
• ارتفاع نسبي للإجابات الصحيحة لبعض المفاهيم وتحديد مدلولها من قبل المعلمين (عينة الدراسة) وقد يرجع ذلك إلي انتشار وتداول تلك المفاهيم في وسائل الإعلام المختلفة في الوقت الحاضر.
وخلصت الدراسة إلي بعض التوصيات في هذا الشأن.
|