استهدفت هذه الدراسة تنمية مهارات التعبير الشفوي الوظيفي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية القابلين للتعلم بمدارس التربية الفكرية ؛ ولتحقيق هذا الهدف اتبع الباحثان الإجراءات الآتية :
أولًا : إعداد قائمة بالمواقف الحياتية المناسبة لتلاميذ مدارس التربية الفكرية ، اشتقت من خلال دراسة البحوث والأدبيات ذات الصلة ،
وجرى تصديقها بعرضها على المحكمين المتخصصين ، وتضمنت هذه القائمة [ 5 ] مواقف حياتية ، هي : الاتصالات الهاتفية ،
التعريف بنفسه للآخرين ، تقديم الآخرين في المناسبات المختلفة ، إلقاء التعليمات وإعطاء التوجيهات ، حكاية بعض القصص
التربوية ، ومطالبة أحدهم بإعادة قصها.
ثانيًا : تحديد قائمة بمهارات التعبير الشفوي الوظيفي المناسبة لتلاميذ مدارس التربية الفكرية ، اشتقت من خلال دراسة البحوث السابقة
والأدبيات التربوية التي تناولت كلًا من تدريس مهارات اللغة العربية للتلاميذ المعاقين فكريا القابلين للتعلم ، وكذا التي تناولت
خصائص هؤلاء التلاميذ ومطالب نموهم لغويًا ونفسيًا واجتماعيًا ، وتم التأكد من صدق هذه القائمة بعد عرضها على المحكمين
المتخصصين في المجال ، وتضمنت هذه القائمة في صورتها النهائية [ 8 ] مهرات ، موزعة على أربعة جوانب ، هي الجانب
الفكري ، ويشمل مهارات : إفهام غيره ما يريد ، التخلص من التكرار المخل لبعض الكلمات عند التعبير عن الموقف الاجتماعي ،
والجانب اللغوي ، ويشمل مهارات : اختيار الكلمات التي تؤدي المعنى بوضوح ، استخدام الجمل المعبرة عن مناسبة الموقف
السار أو الضار، والجانب الصوتي، ويشمل مهارات : التعبير عن الموقف الاجتماعي مع مواجهة الآخرين دون تردد أو اندفاع ،
مناسبة نبرات الصوت لما يوافق الحالة النفسية للموقف السار أو الضار ، والجانب الملمحي ، ويشمل مهارات : مناسبة تعبيرات
الوجه للموقف الاجتماعي المراد التعبير عنه ، استخدام الإشارات الحركية المناسبة للمعاني المتضمنة بالموقف الاجتماعي.
ثالثًا : تصميم بطاقة ملاحظة وتضمينها مهارات التعبير الشفوي الوظيفي السابق تحديدها ، وتم حساب صدقها وثباتها ، ثم طبقت على
عينة من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي القابلين للتعلم بمدارس التربية الفكرية بمحافظة القليوبية ، بلغ عددها ( 38 ) تلميذًا
وتلميذة، وقسمت هذه العينة إلى مجموعتين : إحداهما تجريبية تكونت من ( 20 ) تلميذًا وتلميذة بمدرسة التربية الفكرية ببنها ،
والأخرى مجموعة ضابطة تكونت من ( 18 ) تلميذًا وتلميذة بمدرسة المنشأة الكبرى للتعليم الأساسي ، فصول التربية الفكرية
بكفر شكر ، وطبق الباحثان بطاقة الملاحظة على أفراد مجموعتي الدراسة تطبيقًا قبليًا ، وأثبتت نتائج هذا التطبيق تدني مستوى
أداء تلاميذ المجموعتين لمهارات التعبير الشفوي الوظيفي اللازمة لهم.
رابعًا : بناء برنامج قائم على الأنشطة اللغوية ، وتضمن العناصر الآتية : المقدمة ، الأهداف ، المحتوى ، إجراءات التدريس ، التقويم ،
خامسًا : تدريس المهارات المستهدفة لتلاميذ المجموعة التجريبية باستخدام البرنامج المقترح القائم على الأنشطة اللغوية ، والتدريس
لأفراد المجموعة الضابطة بالطريقة المعتادة.
سادسًا : إعادة تطبيق بطاقة ملاحظة أداء العينة لمهارات التعبير الشفوى الوظيفي اللازمة لهم تطبيقًا بعديًا.
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج ، أهمها : وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( 1. 0 ) بين متوسطى أداء تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدى لمهارات التعبير الشفوي الوظيفي ككل وفي كل مهارة لغوية على حده لصالح تلاميذ المجموعة التجريبية ؛ مما يؤكد فاعلية البرنامج المقترح القائم على الأنشطة اللغوية في تنمية مهارات التعبير الشفوي الوظيفي اللازمة لتلاميذ المرحلة الابتدائية القابلين للتعلم بمدارس التربية الفكرية. وأوصت الدراسة بضرورة تطوير أهداف ومناهج اللغة العربية في مدارس التربية الفكرية بما يسهم في تنمية مهارات التعبير الشفوي الوظيفي من خلال المواقف الحياتية المناسبة لهؤلاء التلاميذ.
|