استهدفت هذه الدراسة المقارنة بين منهجي التربية الدينية الإسلامية ، والقيم الأخلاق بالمرحلة الابتدائية ؛ لتعرف مدى إسهام كلا المنهجين في إكساب التلاميذ القيم الخلقية اللازمة لهم ، وتعرف مدى الحاجة إلى إعداد منهج خاص للقيم والأخلاق بجانب منهج التربية الدينية الإسلامية المعني أساسا بهذه المهمة باعتبار الدين الإسلامي دينًا قيميًا والأخلاق أصلٌ من أصوله ؛ ولتحقيق هذا الهدف قام الباحثان بتحديد القيم اللازمة للتلاميذ من خلال دراسة البحوث والدراسات السابقة والأدبيات التي تناولت مناهج التربية الدينية الإسلامية تقويمًا وتدريسا وتطويرًا ، والأهداف العامة لتدريس مادتي التربية الدينية الإسلامية والقيم والأخلاق ، وخصائص النمو في مرحلة الطفولة المتأخرة ، وكذا المصادر المعنية بالقيم والأخلاق الإسلامية ، وفي ضوء ذلك تم التوصل إلى قائمة بالقيم اللازمة للتلاميذ ، تضمنت ( 35 ) قيمة دينية ، صنفت إلى ( 6 ) مجالات ، هي : مجال القيم العقلية ، ومجال القيم النفسية ، ومجال القيم الصحية ، ومجال القيم الاجتماعية ، ومجال القيم المالية والاقتصادية، ومجال القيم البيئية، ووضعت هذه القائمة في صورة استبانة، وعرضت على مجموعة من المحكمين المتخصصين لضبطها ، وبعد التأكد من صدق القائمة صمم في ضوئها استمارة لتحليل محتوى مادتي التربية الدينية الإسلامية والقيم والأخلاق في الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية ، وأسفرالتحليل عن النتائج الآتية : - هناك قصور واضح في تضمن محتوى الكتب الثلاثة لمادتي التربية الدينية الإسلامية والقيم والأخلاق للقيم اللازمة لتلاميذ المرحلة الابتدائية ، وعدم مراعاة مدى تتابع واستمرارية وعمق عرض هذه القيم ، وكذلك تدني مستوى تناولها. – اتماد محتوى كتب القيم والأخلاق في عرض القيم اللازمة للتلاميذ من خلال التدليل عليها بأقوال الفلاسفة والشعراء والحكم والأمثال السائدة ، وعدم الاستشهاد عليها بالنصوص الدينية باعتبارها المصادر الرئيسة لكل خُلُق ؛ مما يكس تأثر مؤلفي هذه الكتب بالفلسفات الغربية التي ترفض الدين كمصدر للقيم والأخلاق ، وتستبدل بذلك العقل ، أو ما اتفق عليه أفراد المجتمع بدعوى المنفعة البراجماتية أو الجَدْوَى الوظيفية لتلك القيم والأخلاق المقبولة عقلًا واجتماعًا ووظيفة. في حين اعتمد مؤلفو كتب التربية الدينية الإسلامية عند عرض القيم اللازمة للتلاميذ من خلال النصوص والأدلة الشرعية النقلية ؛ مما يؤكد حرص هؤلاء المؤلفين على ضرورة إكساب التلاميذ القيم والأخلاق المنبثقة عن الدين الإسلامي الحنيف ؛ لأنه بدون الدين لا يمكن أن يكون هناك أخلاق ، كما لا توجد أخلاق بغير دين ، وبدون الدين والأخلاق لا يمكن أن يكون هناك قانون ، فالدين هو المصدر الفذ المعصوم الذي يعرف منه حُسْن الأخلاق من قبيحها. وفي ضوء هذه النتائج تبين للباحثيْن أَنّ هناك حاجة مُلحة وضرورية لتضمين القيم اللازمة للتلاميذ في المرحلة الابتدائية ، وتحقق ذلك من خلال إعداد مشروع تصوري مقترح لمنهج التربية الدينية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية في ضوء القيم المناسبة لتلاميذ هذه المرحلة، وقد تضمن هذا التصور المقترح العناصر والمكونات الآتية : [ الأهداف العامة للمنهج المقترح ، الأهداف الإجرائية للمحتوى المقترح ومحتوى وحداته الدراسية التي تحقق هذه الأهداف ، واستراتيجيات وأساليب ومداخل إكساب التلاميذ القيم المناسبة لهم ، الأنشطة والوسائل المساعدة ، إجراءات التقويم ]. وأوصى الباحثان بضرورة تطوير منهج التربية الدينية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية بحيث يتضمن القيم الدينية الإسلامية المناسبة لتلاميذ هذه المرحلة والتي توصلت إايها الدراسة الحالية ، كما أوصا بوجوب إعادة النظر من قِبَل القائمين على أمر العملية التعليمية في مصر في مادة القيم والأخلاق المقررة بالمرحلة الابتدائية بحيث يتم إلغاؤها لأنها تقدم القيم والأخلاق للتلاميذ في إطار يفصل الدين عن واقع الحياة. كما اقترح الباحثان إجراء بعض الدراسات المستقبلية المرتبطة بموضوع البحث الحالي لاستكمال هذا الموضوع المهم ، منها : بناء مناهج التربية الدينية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية في المشروع التصور المقترح. |