ملخص الدراسة باللغة العربية
مقدمة:
يعد اضطراب الأوتيزم من أشد الإضطرابات النمائية صعوبة، في كونه اضطراباً مؤلماً لكل من الطفل وجميع أفراد أسرته لما له من تأثيره على سلوك الطفل وصحته النفسية وتنشئته الاجتماعية، ومن ثم تأثيره علي جودة حياة الأسرة كلها بحيث يصعب على الآباء والأخوة فهم طفل الأوتيزم والتعامل معه مما يترتب عليه أن يكون ذلك الطفل منعزلاً انعزالاً كاملاً عن أسرته وهو فرد فيها.
وقد أوضحت العديد من الدراسات أن القصور في مهارات التفاعل الاجتماعي لدي الأطفال الأوتيزم يعد المحور الرئيسي الذي يجب التعامل معه عند تناول هؤلاء الأطفال بالبحث والدراسة. ومن هذه الدراسات دراسات كلاً من كرانتزوماك كلاشن هان (Krantz, P.J. and Mcclannahan, L.E. 1998) ، دراسة فيشر 2002( Fisher,J.A ) دراسة ماك كونسل 2002 (Mcconnell,S.) ، دراسة شانج 2003 (chang,I.T.,) دراسة أشرف محمد محمد عطية (2010).
ولعل احتضان الأسرة لطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة يعتبر نقطة تحول، وتغيراً لمسار الحياة الأسرية بكاملها، وإعادة تنظيم حياتها وأولوياتها للتلاءم مع الظرف الجديد، ولعل وجود طفل الأوتيزم داخل أسرة ما يؤثر بالتأكيد على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية للأسرة، لما ينتج عنه من ضغوط وأثر سلبي علي الأسرة بأكملها وليس على الطفل نفسه أو الوالدين ولابد من التأكيد على أهمية ودور الأسرة وبالتحديد الوالدين من خلال توجيه الخدمات العلاجية والتدريبية ليس للطفل الأوتيزم فقط ولكن لتشمل جميع أفراد الأسرة بما في ذلك الأخوة والأشخاص المتواجدين ضمن أسرة الطفل الأوتيزم.
(أيمن محمود البلشه،3:2000-6) .
ولقد أوضحت العديد من الأبحاث على استخدام التدخلات الاجتماعية القائمة على الأخوة الأشقاء كمدخل فعال مع الأطفال الأوتيزم ويعتبر الأخوة الأشقاء في هذا النوع من التدخل عوامل رئيسية للتغيرات السلوكية في المواقف الإجتماعية كدراسة تاسول (Tsoal , 2004) دراسة تساو، أودم (2006)(Tasao,L.L.and Odom,S.L ، دراسة سوتر وليمبلانس وجيليت، A.Sautter, Recheal, A.Leblance, Linda and N.Gillett,Jill)(2008)
ويذهب زوميك (Zomick, L.K., 2010) إلي أن اشتراك الأخ الشقيق في برامج من هذا القبيل يمثل الأساس القاعدي الذي تنطلق منه الخدمات المختلفة التي يمكن تقديمها لهؤلاء الأطفال، إذ أن هذا الأجراء يساعدهم في اكتساب مهارات عديدة وتنميتها بشكل أفضل وأيسر وهي المسئولة بدرجة كبيرة عن تنمية احتياجاته اليومية فهو في حاجة ماسة إلي التدريب على التعامل السليم مع أخيه الشقيق وتشجيعه على اكتساب السلوك الاجتماعي المرغوب والتخلص من مظاهر السلوك غير المرغوب والدفع به في مرحلة متقدمة إلي الاندماج مع الآخرين حيث يؤدي تدريب الأخ الشقيق على أساليب التعامل المناسبة اجتماعياً إلي الارتفاع بمستوي أداء أخيه (الطفل الأوتيزم) في كل من أدائه السلوكي الفردي والجماعي وتتضمن استراتيجية الأخوة الأشقاء أهم ما يحتاجه الأخ الشقيق في هذا الإطار للوقوف على أساليب التعامل المناسبة لاكتساب العديد من الأنماط السلوكية الملائمة.
مما سبق تمكنت الباحثة من تحديد الدافع الرئيسي وراء دراستها الحالية (الاستعانة بالأخوة الأشقاء في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدي الأطفال الأوتيزم) وذلك لما يلاحظ من قصور واضح في كثير من مهارات التفاعل الاجتماعي لديهم، وما ينتج عن ذلك من الاستبعاد والعزلة لهؤلاء الأطفال من المحيطين بهم، خاصة الأخوة الأشقاء في ذات المنزل ومن ثم الأقران في نفس المرحلة العمرية، والقائمين بالرعاية الذين لا يعرفون كثيراً من الخصائص التي يتصف بها هؤلاء الأطفال الأوتيزم في الأسرة بشئ من التكيف مع الموقف بنجاح، وحسن موائمة مما يحقق التغلب على الكثير من المشكلات السلوكية لكلا الطرفين الطفل الأوتيزم وأخيه الشقيق العادي.
أهمية الدراسة :
أصبح الاهتمام الآن بالأطفال الأوتيزم أمر حتمياً، لأن تزايدهم الملحوظ يؤكد على ضرورة عدم تجاهلهم وأن هذه الظاهرة أصبحت تمثل نسبة كبيرة في معظم المجمعات .
ويمكن الباحثة توضيح أهمية الدراسة الحالية فيما يلي :
أ- الأهمية النظرية :
وتتضح الأهمية النظرية للدراسة الحالية في النقاط التالية :
1- إلقاء الضوء على الأطفال الأوتيزم باعتبارهم فئة خاصة تستحق المزيد من الاهتمام والدراسة .
2- الوقوف على ما لدي الأطفال الأوتيزم من جوانب القوة في الجانب الاجتماعي ومحاولة استثمارها والوقوف على جوانب الضعف ومحاولة تحسينها.
3- إلقاء الضوء على استراتيجية الأخوة الأشقاء، كإحدى الاستراتيجيات الحديثة – نسبياً – في مجال تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لدي الأطفال الأوتيزم .
ب- الأهمية التطبيقية :
تتضح أهمية الدراسة الحالية – على المستوي التطبيقي في النقاط التالية :
1- أن تقديم الخدمة المتكاملة للأطفال الأوتيزم لا تتم ولا تبدأ إلا بإرشاد الأسرة وخاصة الأخوة الأشقاء حيث أن علاقتهم بأخيهم ذو الاضطراب تعطي لهم الفرصة المثلي في تشكيل وتحسين سلوك أخيهم الأوتيزم وتعمل على تضييق الفجوة بينهم مما يحقق التوافق والتكيف الأسري لكل أفراد الأسرة.
2- أنها تقدم مقياساً لتقدير مهارات التفاعل الاجتماعي لدي الأخوة الأشقاء لطفل الأوتيزم الذي يكشف عن طبيعة الجانب الاجتماعي فيما بينهما يطبق عن طريق المقابلة مع الأخ الشقيق للطفل الأوتيزم.
3- أنها تقدم مقياساً مصوراً لتقدير مدي مساهمة البرنامج للتحقق من مدي التحسين في مهارات التفاعل الاجتماعي لدي الطفل الأوتيزم يطبق على الطفل ذاته وبذلك تتمكن الباحثة من معرفة مدى التحسن في مستوي الطفل من درجة أداء الطفل على المقياس المصور وليس من القائم بالرعاية.
4- أنها تمثل محاولة للتحقق من فعالية استخدام استراتيجية الأخوة الأشقاء في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لدي أخيهم الأوتيزم.
هدف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلي التحقق من فعالية استخدام استراتيجية الإخوة الأشقاء في تنمية بعض مهارات التفاعل الاجتماعي، وهي مهارات الآداب والذوق الاجتماعي العام، المشاركة الاجتماعية، والمبادأة الاجتماعية ، لدي عينة من الأطفال الأوتيزم.
كما تهدف الدراسة الحالية إلي إعداد برنامج قائم على الاستعانة بالأخ الشقيق للطفل الأوتيزم وذلك بإعداده كوسيط واستخدام استجاباته ومهاراته لإكساب أخيه ذوى الاضطراب الاستجابات الأكثر قبولاً من الناحية الاجتماعية.
تحديد مشكلة الدراسة :
يمثل تفاعل الأطفال الأوتيزم مع المحيطين بهم مشكلة كبيرة ومتعددة الجوانب لاسيما في الآداب والذوق الاجتماعي العام، والمشاركة الاجتماعية، والمبادأة الاجتماعية مما يؤثر سلباً على حياة الطفل الأوتيزم وأقرب المحيطين به المتمثلين في الأشقاء في ذات المنزل مما يعمل على توسيع الفجوة بينهما وجعل الطفل الأوتيزم أكثر عزلة حتى علي مستوي محيط مجتمعة الأولي وهو الأسرة الأمر الذي يجعله عرضة للنبذ والرفض الاجتماعي من المجتمع الخارجي ككل.
وبذلك يمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية في التساؤل الرئيسي التالي:
ما مدى فعالية استخدام استراتيجية الأخوة الأشقاء في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي لدي عينة من الأطفال الأوتيزم ؟
مفاهيم الدراسة :
تتحدد مفاهيم الدراسة الحالية فيما يلي :
1- اضطراب الأوتيزم : Autism Disorder
عرف إسماعيل بدر الأوتيزم على أنه: اضطراب انفعالي في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين ينتج عن عدم القدرة على فهم التعبيرات الانفعالية وخاصة في التعبير عنها بالوجه او اللغة ويؤثر ذلك في العلاقات الاجتماعية مع ظهور بعض المظاهر السلوكية النمطية.
( إسماعيل بدر ، 1997: 731 )
2- استراتيجية الأخوة الأشقاء (Sibling-Mediated) :
استراتيجية تقوم على استخدام التدخلات القائمة على الأخوة الأشقاء كمدخل فعال لتحسين حالة الأطفال الأوتيزم.
(Tsao, Ling-Ling and Odom, Samuel L, 2006)
التعريف الإجرائي في الدراسة الحالية هو : البرنامج القائم على استخدام الأخ الشقيق، وما يتضمنه من بعض الفنيات والأساليب المستخدمة في إعداد الوسيط (الأخ الشقيق). وهذه الفنيات والأساليب (النمذجة، التعزيز، ولعب الدور، والتغذية الراجعة).
3- التفاعل الاجتماعي :Social Interaction
عرفه ( عادل عبد الله محمد ، 2001 : 128) بأنه: "القدرة على التفاعل مع الآخرين في البيئة الاجتماعية بطرق تعد مقبولة اجتماعياً أو ذات قيمة ، وفي نفس الوقت تعد ذات فائدة للفرد نفسه ولمن يتعامل معه والآخرين عموما".ً
التعريف الإجرائي في الدراسة الحالية هو: الدرجة التي يحصل عليها الطفل الأوتيزم على المقياس المصور لمهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال الأوتيزم (إعداد / الباحثة).
حدود الدراسة :
تتحدد الدراسة الحالية بالعينة، والأدوات، وأساليب المعالجة الإحصائية المستخدمة للتحقق من صحة فروضها ، وبيان ذلك فيما يلي:
أ- عينة الدراسة :
تتكون عينة الدراسة الحالية من ثلاثة حالات من الأطفال الأوتيزم، أعمارهم (5، 8، 8) عاماً . بمتوسط عمري قدره (7) عاماً، وانحراف معياري (1.73)، وثلاثة من الأطفال العاديين يمثلون الأخوة الأشقاء للحالات الأوتيزم الثلاثة أعمارهم (10 ، 11، 11) عاماً بمتوسط حسابي (10.67) عاماً ، وانحراف معياري (0.577).
ب- أدوات الدراسة :
وتشمل أدوات الدراسة الحالية ما يلي :
1- مقياس مصور لمهارات التفاعل الاجتماعي لدي الأطفال الأوتيزم (5-8) عاماً .إعداد / الباحثة.
2- مقياس تقدير مهارات التفاعل الاجتماعي للأخوة الأشقاء لطفل الأوتيزم. (8-12) عاماً. إعداد / الباحثة.
3- برنامج الدراسة القائم على استخدام استراتيجية الأخوة الأشقاء. إعداد الباحثة.
ج - أساليب المعالجة الإحصائية :
1- الإحصاء اللابارامترى متمثلاً في اختبار ويلكوكسون Wilcoxon.
2- الإحصاء الوصفي متمثلاً في متوسطات والانحرافات المعيارية.
نتائج الدراسة:
1. وجود فرق دال إحصائيًا (عند مستوي 0.05) بين متوسطي رتب درجات مجموعة الدراسة التجريبية من الإخوة أشقاء الأطفال الأوتيزم في القياسين القبلي والبعدي على جميع الأبعاد والدرجة الكلية لمقياس تقديرات التفاعلات الاجتماعية للإخوة أشقاء الطفل الأوتيزم لصالح متوسط رتب درجات القياس البعدي في جميع الحالات.
2. وجود فرق دال إحصائيًا (عند مستوي 0.05) بين متوسطي رتب درجات مجموعة الدراسة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لجميع المهارات الفرعية والدرجة الكلية للمقياس المصور لمهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال الأوتيزم لصالح متوسط رتب درجات القياس البعدي في جميع الحالات.
3. عدم وجود فرق دال إحصائيًا بين متوسطي رتب درجات مجموعة الدراسة التجريبية من الإخوة أشقاء الأطفال الأوتيزم في القياسين البعدي والتتبعي على جميع الأبعاد والدرجة الكلية لمقياس تقديرات التفاعلات الاجتماعية للإخوة أشقاء الطفل الأوتيزم.
4. عدم وجود فرق دال إحصائيًا بين متوسطي رتب درجات مجموعة الدراسة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للمهارات الفرعية والدرجة الكلية للمقياس المصور لمهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال الأوتيزم.
|