الأسرة هي وكالة اجتماعية يوكل لها مهمة تربية الطفل وتعليمه وإعداده للحياة نفسياً وإجتماعياً وجسمياً وأخلاقياً لتجعل منه إنساناً راشداً سوياً، وتضمن له مستقبلاً وإعداداً هنياً كما أنها تعتبر الممثلة الأولي لثقافة المجتمع وتراثه وعاداته وتقاليده وقيمه ومعتقداته ومعاييره كما أنها المدرسة الاجتماعية الأولي حيث تصيغ سلوكه بصيغة إجتماعية تشرف علي النمو الاجتماعي له وتكوين شخصيته وتوجيه سلوكه، ولذا فالتنشئة الأسرية هي مجموع العمليات التي يقوم بها الوالدان من أجل إكساب أبنائهم أساليب سلوكية وقيم واتجاهات ومعايير أخلاقية يرضي عنها المجتمع. (عبد الرحمن المحلاوي، 2006: 72)
حيث أن المعايير الأخلاقية هي عماد المجتمعات فلا يمكن الإستغناء عنها فهي تزود أفراد المجتمع بمعني الحياة، وبالهدف الذي يجمعهم من أجل البقاء حيث أنها تعمل علي ضبط أقوال وأفعال الفرد، لأن الفرد يتصرف وفق مجموعة من المبادئ والقيم فيسعي لتحقيق الخير ما استطاع كمــا يلتزم بتجنب سلوك الشر (عاهد مرتجي، 2004: 58)
ويرجع ذلك الي الأسرة حيث أنهــا هـي المنظمـة الأولـي التي تشكل البنيـة الشخصيـة الأساسيـة لأبنائهـا (سعيدة سلامي، 2012: 13) لأن الأبناء هم عزة الحياة الأسرية، فأنه اذا أصيب أي من الأبناء بأي مرض فسيؤثر ذلك علي حياة الأسرة والوالدين تأثيراً سلبياً وهذا يمثل عبئاً وضغطاً علي الوالدين، فما بالنا اذا رزقت الأسرة بطفل معاق سمعياً، والمعاق سمعياً أو الأصم هو الشخص الذي يتعذر عليه أن يستجيب استجابة تدل علي فهم الكلام المسموع لأن حاسة السمع لديه معطلة (رشاد موسي، 2009: 104) والأطفال المعوقين سمعياً وجدوا في مختلف الأزمنة والعصور، ولكن نظرة الأفراد والمجتمعات اختلفت نحوهم، فالمتتبع لتاريخ تقديم الخدمات لهذه الفئة من الأفراد يجد أن أفضل الفترات التي ازدهرت فيها الخدمات المقدمة لهم هي خدمات القرن العشرين خاصة النصف الأخير منه (السيد أبو النجا، 2006: 115) فالأسرة التي رزقها الله بطفل معاق سمعياً قد يسودها كثيراً من الاضطرابات والضغوط الوالدية الناشئة عن وجود ذلك الطفل المعاق سمعياً وهذه الاضطرابات والضغوط الوالدية ناتجة عن أن الطفل يحتاج لنوع معين من التفاعل من قبل الأسرة وخاصة طرق التواصل معه ولكن معظم الآباء ليسوا علي دراية بهذا، وهذا يجعلهم يتعاملون مع أطفالهم ذوي الإعاقة السمعية معاملة خاطئة (سعيدة سلامي، 2012: 13) |