تعتبر الفترة المعاصرة فترة حرجة في تاريخ العالم وفي تاريخ منطقة الشرق الأوسط بل وفي تاريخ مصر إذ يتم صياغة العالم عالمياً (العولمة)، وإقليمياً (الشرق الأوسط)، ومحلياً. و إن إعادة صياغة العالم تعني إعادة التركيب الإقتصادي للعالم وعلى الدول مراجعة نفسها وإعادة ترتيب بنيتها لتكون قادرة على المشاركة في التغييرات الجارية بإيجابية.
لذا فقد بادرت مصر بالقيام بمشروع قومي عملاق متكامل تحشد فيه كل إمكانياتها وتهيئ له المناخ الإداري العالمي. ويمكن القول وبعد إمعان النظر، أن التطورات التي تحدث اليوم خاصة من الناحية التكنولوجية يمكن أن تؤدي إلى زيادة أهمية قناة السويس وليس إلى إنخفاض أهميتها إذا حسن التخطيط والإعداد لمواكبة هذه التطورات العالمية التي تحيط بالقناة عالمياً وإقليمياً ومحلياً. ويلزم القول كذلك بأنه بالرغم من التفوق التكنولوجي الباهر الحادث اليوم، فلا يزال العنصر البشري هو العنصر الأساسي لنجاح تلك النظم فلقد فرض مصطلح التنمية البشرية نفسه في الخطاب الإقتصادي والسياسي على مستوى العالم بأسره منذ التسعينات، فالإنسان هو الهدف والوسيلة الأساسية في منظومة التنمية الشاملة وبناءا على ذلك توالت الدراسات والبحوث والمؤتمرات لتحديد مفهوم التنمية الشاملة وتحليل مكوناتها وأبعادها، كإشباع الحاجات الأساسية والتنمية الإجتماعية وتكوين رأس المال البشري أو رفع مستوى المعيشة.
|