مقدمة ومشكلة البحث :
هناك اجماع عالمي علي ان المعلم هو الركيزة الاساسية في اي نظام تعليمي وبدون معلم مدرب ذكي يعي دوره بشكل شمولي لا يستطيع اي نظام تحقيق اهدافه ومع تغيرالعصر ودخول العالم عصر العولمة و الاتصالات والتقنية والتكنولوجيا تزايدت الحاجة الي معلم يتطور باستمرار مع تطور العصر يلبي حاجات المتعلم والمجتمع حيث ان تلك الحاجات متغيرة ولهذا السبب يجب ان يواكب المعلم تغيرات العصر ومستجداته. ( 5 :108)
حيث يشير "مهدى سالم" (2002م) إلى أن تقنيات التعليم لا تقف عند حد الآلات والأجهزة بل أصبحت ترتبط بجميع عناصر العملية التعليمية من معلم ومتعلم وأهداف ومحتوى تعليمى وأساليب تقويم وإجراءات تنفيذية للعملية التعليمية، فكان للتقنيات التعليمية دورها فى رفع كفاءة العملية التعليمية من خلال حل الكثير من المشكلات التعليمية مثل مشكلة التدفق المعرفى ومواجهة ثورة إنفجار المعلومات، مشكلة الزيادة فى أعداد المتعلمين، مشكلة الفروق الفردية بين المتعلمين(10: 19-20).
والتعليم بإستخدام التقنيات التعليمية الحديثة يتميز بأنه يشرك أكثر من حاسة فى التعليم حيث أظهرت العديد من البحوث أن نسبة إحتفاظ (إستبقاء) الطلاب للمعرفة وإتقان مهارات التفكير العليا وتبنى إتجاهات إيجابية ودافعية أكبر للتعلم فى المستقبل فى التعلم التقليدى تكون محدودة، بينما تكون هذة النسبة أعلى بكثير فى التعلم النشط المدمج مع التقنيات الحديثة، كذلك أن نسبة بقاء المعلومة أعلى بكثير فيه (15: 1).
والتقنية منهج يتضمن تخطيطاً وإعداداً وتنفيذاً وتقويماً كاملاً للعملية التعليمية فى ضوء أهداف سلوكية محددة، والذى يميز الموقف التعليمى فى الماضى عن الموقف التدريسى التكنولوجى الحالى هو أن التعليم فى الماضى لا يشتمل على تحديد الأهداف السلوكية، التى يسعى إلى تحقيقها، وكذلك لا يحدد المهام التى يراد للمعلم أن يقوم بها ولا يحدد الأساليب ووسائل التفاعل وعملية إختيار الوسائل التقنية المناسبة ووسائل التقويم ( 11 : 8).
وقد تأثر مجال التعليم الحركي في السنوات الأخيرة بالتطور التكنولوجي إلى حد كبير حيث اتخذت العملية التعليمية شكلا ًوتنظيمياً يتفق مع هذا التطور في الأساليب والوسائل المستخدمة مما أولى الكثير من الباحثين الاهتمام بها وتناولها من زوايا متعددة نظراً لأهمية الدور الذي تقوم به أساليب التعلم في الارتقاء بمستوى الأداء باعتبارها أحد المحاور والأساليب للعملية التعليمية.(1 : 2)
ويشير "عبدالله الفرا" (2003م) إلى أن تكنولوجيا التعليم لعبت دوراً هاماً فى تحديث عملية التدريس لتحقيق تعلم فعال ولتحقيق أكبرقدر من النتائج التعليمية المرغوبة حيث أن التطبيق الواعى للتكنولوجيا سوف يزيد من إنتاجية العملية التعليمية ويحرر المعلم من الأعمال الروتينية ويضع المتعلم فى مواقف تحفزهم على التفكير وإستخدام الحواس (3: 130).
ويرى "ياسر عبد العظيم" (1998م) أن عمليات التعليم والتعلم في التربية الرياضية من أهم جوانب العملية التربوية والتي تتطلب دائماً البحث عن حلول منطقية لكل معوقاتها ومشكلاتها باعتبار أن نجاح العملية التربوية ككل مرهون بمدى ما يستخدمه القائمون على هذه العملية من أساليب وطرق مختلفة لإنجاح عملية التعلم.(12 :291)
ويذكر " محمد سعد زغلول وآخرون " (2001م) أن التربية الرياضية تعمل على تحقيق غايتها عن طريق الأهداف المعرفية والحركية والانفعالية مستخدمة فى ذلك تكنولوجيا التعليم التى تحتاج إلى معلم ناجح يتقن المادة العلمية وأساليب التدريس الحديثة وأن يكون ملماً بالاستخدامات الابتكارية للوسائط وكيفية بناء المواقف التعليمية وتصميمها بطريقة تتمشى مع حاجات المتعلمين وخصائصهم العقلية والنفسية والحركية.(7: 103 ، 104)
وفي ضوء ذلك يشير "عبد الله عبد الرحمن"(1999م) أن التربية لابد وأن تستجيب للثورة التكنولوجية بحيث تعكس برامجها ومقرراتها وأنشطة عناصر هذه التكنولوجيا من جهة وتستفيد من مخــترعات ومنتجــات تلك الثــورة في تفعيـل أنشطتهـا وتسهيـل مهامها وتحقيق أهدافها من جهة أخرى.(2: 9)
ويؤكد بوني Bonnie,P. (1999م) على الأهمية البالغة لاستخدام تكنولوجيا التعليم في دروس التربية الرياضية حيث أنها تدعم وتعزز دراسة برامج ودروس التربية الرياضية المختلفة.(13: 308)
وبعد أن تطرق الباحث لعرض متغيرات بحثة والمتمثلة فى تقنيات التعليم الحديثة وأهميتها فى عملية التعليم والتعلم للحصول على مخرجات بمواصفات جيدة لمدخلات منظومه التدريس وعمليات تنفيذها والتى تؤكد على الايجابية بين المعلم والمتعلم والمنهج والبيئة التعليمية وربطها بمقرر مادة المناهج وطرق التدريس والقائمين على عملية التدريس من أعضاء هيئة التدريس لقد لاحظ الباحث من خلال عملة بقسم المناهج وطرق التدريس ان عملية التدريس تتم فى غياب وسائل تقنيات التدريس الحديثة لاسباب عديدة ومنها عدم وجود معامل لتكنولوجيا التعليم وعدم اهتمام أعضاء هيئة التدريس بعمليتي التخطيط والتنفيذ لأهداف المقررات الدراسية لضعف المستوى الفنى فى التعامل معها وطرق صيانتها وتوظيفها فى المواقف التدريسية المختلفة واصبحت عملية التدريس تتمركز حول الروتين التقليدي وهو الشرح والالقاء للمعارف والمعلومات دون النظر إلى احتياجات المتعلمين وفرووقهم الفردية واستثارة دوافعهم للتعلم مما دفع الباحث الى اجراء هذا البحث للتعرف على واقع استخدام تقنيات التعليم الحديثة والصعوبات التى تواجهها فى تدريس مادة المناهج وطرق التدريس ببعض كليات التربية الرياضية.
|