مقدمة ومشكلة البحث :
تعد تكنولوجيا التعليم جزءا من تكنولوجيا التربية التي تختص بزاوية معينة ، وهي الموقف التعليمي والتعلم وتركز على التعرف على المعوقات المتعلقة بالموقف التعليمي ، وتعمل على إيجاد الحلول وتنفيذها وتقويمها باستمرار ، كما أن التكنولوجيا لا تعني في واقع الأمر استخدام أجهزة وأدوات جديدة ومتطورة بقدر أنها في الأصل طريقة في التفكير لوضع منظومة تعليمية ، أي أنها تعتمد اعتماداً كاملاً على أسلوب المنظومات الذي يعني إتباع منهج وأسلوب وطريقة للعمل تسير في تسلسل واضح المعالم ، ومنظومة تستخدم فيها كل الإمكانات التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة وفق نظريات التعليم والتعلم ؛ لتحقيق أهداف هذه المنظومة التعليمية بخلق بيئة تعليمية يكون المتعلم من خلالها خبرته التعليمية باستخدام كافة مصادر المعرفة ، والوسائل التكنولوجية المساعدة لكي يصل إلى المعلومة بنفسه ، وهذا هو التعليم الإيجابي المستهدف من تطوير التكنولوجيا ، وليس مجرد الإبهار التكنولوجي باستخدام الآلات والمعدات الحديثة ( 18 : 17 - 18 ) .
كما يوضح " زاهر أحمد " 1996م أن تكنولوجيا التعليم عملية معقدة ومتكاملة تشمل الناس والطرق والأفكار والآلات والمؤسسات التعليمية بغرض تحليل المشكلات ، وتطبيق الحلول وتقييمها في أي مجال يتعلق بتعلم الإنسان ، ولذلك فلابد من الاستفادة من كل الإمكانات المتاحة التي يمكن استخدامها في عمليتي التقييم والاختيار والاستخدام بشرط أن ينعكس ذلك على المتعلم ( 8 : 33 ) .
يذكر علي بن صالح (2003م) أن هناك اجماع عالمي علي ان المعلم هو الركيزة الاساسية في اي نظام تعليمي وبدون معلم مدرب ذكي يعي دوره بشكل شمولي لا يستطيع اي نظام تحقيق اهدافه ومع تغيرالعصر ودخول العالم عصر العولمة و الاتصالات والتقنية والتكنولوجيا تزايدت الحاجة الي معلم يتطور باستمرار مع تطور العصر يلبي حاجات المتعلم والمجتمع حيث ان تلك الحاجات متغيرة ولهذا السبب يجب ان يواكب المعلم تغيرات العصر ومستجداته. ( 14 :108)
تشير دراسة كل من "احمد كامل "(2000م) "جاسم الكندى , هانى فرج" (2001م) انه يجب ان يلازم الانفاق الكبير فى التجهيزات التكنولوجية فى المدارس و الجامعات انفاق موازى فى اعداد و تدريب الطلاب التى تتعامل مع هذه الاجهزة و المواد التعليمية تصميماً و انتاجاً واستخداماً و تقويماً باعتبارها منظومة تكنولوجيا التعليم . وضرورة ان يمتلك الطلاب المعلمين الكفايات التعليمية العامة وما يرتبط بها من كفايات نوعية مساندة اهمها كفايات تكنولوجيا التعليم و التى تعد من المتطلبات الهامة للمعلم اليوم. (2 : 112) (5 : 57)
يذكر كلا من "محمد سعد , ومكارم حلمى "(2001م) ان نجاح العملية التعليمية فى تحقيق اهدافها يتوقف على عدة عوامل من اهمها دور المعلم باعتباره مشاركاً فى التخطيط والاعداد و تنظيم المحتوى التربوى و التقويم للمناهج الدراسية, لذا فان قضية اعداد المعلم تعتبر من القضايا الحيوية الهامة فى ميدان التربية ولا يمكن احداث تغيير بدون خلق بيئة تعليمية مناسبة وهذا لايتحقق الا من خلال تكنولوجيا التعليم التي يستطيع المعلم من خلالها أن يكون خبراته التعليمية عن طريق كيفية اسخدام كافة مصادر المعرفة التكنولوجية . (18 : 24, 147)
ويشير كلا من "طارق عبد العزيز , عاصم صابر" (2002م) ، "محمد سعد , مصطفي السايح" (2004م) ان الطالب المعلم بكليات التربية الرياضية يعد من خلال مناهج تخصصية ولذا يتطلب ان تقدم له الخطط الدراسية, متضمنه خبرات واساليب تكسبه الكفاءة العامة , وأن هناك قصور يزداد فترة بعد اخري بين واقع التعليم الموجود واستخدام تكنولوجيا التعليم وان برنامج اعداد الطالب المعلم علي الكفايات يجعل المعايير واضحة للتطبيق و يتم بتحديد الكفايات التي يجب ان يكتسبها الطالب المعلم, وتعد كفايات تكنولوجبا التعليم من الكفايات الهامة في عصر التقدم التكنولوجي وعصر المدرسة المستقبلية لتعليم التربية الرياضية. ( 11 : 81) (19 : 43 )
ويشير "محمد سعد , مصطفى السايح "(2004م) ان برامج اعداد المعلم بكليات التربية الرياضية بحاجة الي اعادة النظر والتطوير لتواكب التغيرات في مجال تكنولوجيا المعلومات حيث ان ذلك سوف ينعكس علي جوانب العملية التعليمية ويؤثر فيها وقد اصبح اتقان الطالب المعلم لمهارات المعلوماتية والتعامل مع المسحدثات التكنولوجية متطلب هام من الأركان الأساسية لعملية الاعداد المهني. (19 : 13)
ويرى "محمد سعد ,مكارم حلمي , هاني سعيد" (2001م) ان الكفايات التعليمية تسهم في عملية اعداد المتعلم بكليات التربية الرياضية وتدريبه علي المهارات والقدرات الي يحتاجها اثناء المواقف التعليمية فالاعداد القائم علي الكفايات اصبح له قوة فعالة فى دفع العملية التعليمية وأعدادة بصور كاملة واتجاه الكفايات اصبح يحظي باهتمام كبير من المؤسسات التعليمية في العالم كله مما يدل علي انه افضل الحلول لاعداد المعلم بشكل واقعي. (18: 53 )
ونظراً لأهمية الكفايات التكنولوجية للطالب المعلم بكليات التربية فقد تناولها بعض الباحثين بالدراسة والبحث فى مجال مواد العلوم التربوية منها دراسة كل من " أمانى قرنى" ( 1999م) ,ميست Mesut (2000م) ,ميمبي Mumbi (2000م) , محمد عبد الحميد (2001م),هولت Holt (2002م), لطفى الخطيب , محمد زبيان (2002م) , ايمن عبد المحسن محجوب (2003م) , مصطفى جودت صالح (2003م) وقد أكدت نتائجهم على اهميه تلك الكفايات فى اعداد الطالب المعلم بكليات التربية وانه فى حاجه ملحه اليها. (3) (28) (29)(20) (26) (16) (4) (25)
وفى مجال إعداد الطالب المعلم بكليات التربية الرياضية لم تتناول أى دراسة الكفايات التكنولوجية فى حين تناولت بعض الدراسات الأعداد فى الكفايات التدريسية الآخرى وكذلك تقويم مستوى الطلاب المعلمين والمشكلات التى تعترضهم ومنها دراسة كلا من " مصطفي السايح وصلاح انس " (2000م) مصطفي السايح (2001م), " مصطفي السايح وعبير معوض" (2002م) , " طارق عبد العزيز , عاصم صابر " (2002م) ,"حازم عبد المحسن " (2003م) " محمد حسيب" (2003م) , وقد أكدت نتائجهم علي وجود قصور في الاعداد المهني للطالب المعلم بكليات التربية الرياضية وانه يجب الاهتمام باعداده واكسابه الكفايات التعليمية المختلفة. (23), (22), (24), (18), (6), (17)
ويشير كلا من "محمد سعد , مصطفي السايح (2004م)" ان هناك عدة انواع من تكنولوجيا المعلومات التى يمكن استخدامها فى التدريب الذاتى لمعلمى المستقبل فى تدريس التربية الرياضية , كما ان انواع تكنولوجيا المعلومات ذات القدرات المتباينة فى توصيل المعلومات تتيح فرصاً اوسع وأشمل لتوسيع النواحى المعرفية للطالب المعلم. (19 : 166)
ومما سبق يرى الباحث أن تحديد الكفايات التعليمية اصبح امراً بالغ الاهمية لان معرفة اعداد الطلاب المعلمين وتحديد الكفايات التعليمية التكنولوجيا بعناية تجعل بالامكان تقويم برامج اعداد المعلمين وأدائهم قبل تخرجة, وعليه فان برامج اعدادهم يجب ان تكون الكفايات فيها هى الركيزة الاساسية, اذ ان الاعداد على هذا الاساس يجعل التعيلم والتدريب اكثر كفاءة وفعالية ومن هذا المنطلق فانه من اهم هذه الكفايات في الوقت الحاضر هي كفايات اعداد الطالب المعلم في تكنولوجيا المعلومات ولذا فإن تدريبهم علي هذه الكفاءة يجعل الطالب المعلم بكليات التربية الرياضية يتمشي مع متطلبات العصر الحديث.
ومن خلال عمل الباحث كمدرس بقسم المناهج وطرق التدريس فقد لاحظ أن استخدام الطلاب فى التربية العملية يعتمد على التعليم عن طريق الاساليب التقليدية فى التدريس.
|
