إن أحد أهم مسببات الفجوة العلمية و الثقافية بين عالمنا العربي و العالم المتقدم في الوقت الراهن- هو سرعة تلقيه و استيعابه و تطبيقه للثورات و التطورات الحديثة في مجالات العلوم، و الاقتصاد، و الثقافة، و غيرها....، بل و ترجمتها سريعاً في صورة تطبيقـات يومية و متنوعة لخدمة متطلبات كلا من العامة و المتخصصين علي حد سواء.
و مما لاشك فيه أن عصر"العولمة" بمفهومه الشامل، و ما صاحبه من نمو اقتصادي، وثورة معلوماتـية و تطورها الرقمي، و الذي ظهر من خلال تطبيقاتها في كلا من مجالات البيئة و العمران و العمارة المعاصرة- إنما يعتبر مثالاً واضحاً لهذه الطفرة التكنولوجية و الفكرية الكبيرة. إن نظم المعلومات الرقمية المتخصصة و المبنية علي قواعد البيانات و المعلومات متنوعة المدخلات، ساعدت المصمم المعماري المعاصر علي اتخاذ العديد من القرارات التصميمية المعقدة ، و التي كانت تشكل له حيرة كبيرة فيما مضي، و ذلك لاعتمادها علي نتائج تتطلب الدقة الحسابية لعدة متغيرات رقمية تؤثر بدورها في اختياره لمواد و تقـنيات البناء للمشـروعات المتنـوعة، و بما يتوافـق مع البعد الاقتصادي لميزانية المشروع ( تصميماً – إنشاءً – تشغيلا") محاولاً تحقيق الكفاءة و الكفاية التصميمية معاً.
في هذا البحث و من خلال الاستعانة بأحد تطبيقات تكنولوجيا المعلومات، نحاول الوصول لمنهجية تصميمه تساعد المصمم المعماري في اختيار بدائل الحلول لنوع، و مكونات، و مواد بناء و نهو الغلاف الخارجي للمباني الإدارية، عن طريق دراسـة كل واجهة من واجهاته علي حدي، و ذلك بهدف تحقيق الراحة الحرارية المطلوبة للمستعملين، و من خلال إطار ملائم اقتصادياً و فنياً للمساهمة في خفض تكاليف التشغيل الميكانيكية قدر الإمكان. |