ناقشت تلك الدراسة "أثر المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن على الدرس الأدبي المقارن في مصر"؛ وقد ظهرت تلك المدرسة بوصفها رد فعل تجاه المدرسة الفرنسية التقليدية؛ التي حصرت المقارنة في عملية التأثير والتأثر، إن أية مقارنة بين عملين لابد أن تتم داخل هذا الإطار الضيق، كما تمسكت أيضًا بالحدود اللغوية؛ إذ إن الباحث في الأدب المقارن لا بد أن يكون على دراية بأكثر من لغة واحدة، أو على الأقل اللغتان المنتسب إليهما العملان، وقد ارتبطت تلك المدرسة بالمنظور التاريخي؛ إذ يرى دارسو الأدب الأعمال الأدبية في صورة أعمال منتظمة في نسق تاريخي، ويطبقون مقولات التاريخ وفلسفته ومناهجه في دراساتهم الأدبية، وتتمثل هذه المقولات ب( النسبية الزمانية والمكانية)؛ إذ إن لكل زمان أعرافه وتقليده ؛ لذا ينبغي النظر إلى العمل الأدبي في ضوء الزمن والبيئة التي احتوته، وإن مر عليه آلاف الأزمنة؛ وقد أثرت على مختلف الكتاب في الوطن العربي. ومن ثم ظهرت المدرسة الأمريكية بالثورة المعرفية، التي طورت مبادئ الأدب المقارن وفقًا للاتجاهات والمناهج النقدية الحديثة؛ ليس فقط بل فتحت الباب على مصراعيه لتبني كل ما هو الجديد مثل، اتجاهات ما بعد الحداثة؛ وقد أثرت تلك المدرسة على مختلف الكتاب العرب أمثال: سعيد علوش، ونبيل رشاد نوفل، وحسام الخطيب، وعلي شلش، وعبده عبود؛ وقد مثل هؤلاء الكتاب قفزة نوعية في تاريخ الأدب المقارن، فقد عرض هؤلاء لأهم المنطلقات النظرية للمدرسة الأمريكية في محاولة منهم لوضع الأدب المقارن في إطار عام من التطور الفكري والثقافي والنقدي، وربطه مع المناخ العالمي المعاصر، نتيجة إدراكهم للدور الدينامي الحي للأدب المقارن في تطلعاته نحو الانطلاق إلى الآفاق الإنسانية الرحبة. كما ظهر أثر تلك المدرسة في دراسة نبيل رشاد نوفل "العلاقات التصويرية بين الفن الإسلامي والشعر العربي"، وعبد الغفار مكاوي في دراسته "قصيدة وصورة" ، وناهد راحيل في دراستها" الشعر والفنون" دراسة مقارنة في آليات التداخل، فقد عدّ هؤلاء علامة التجريب في الأدب المقارن. |