موضوع هذا البحث هو الأصول الشرقية لمفهوم الزمان عند أفلاطون "دراسة هيرمينوطيقية"، حيث كان أفلاطون في طليعة الفلاسفة الذين أرقتهم إشكالية الزمان، وقدَّم في تناول هذة الإشكالية أفكارا رائدة. فإذا كانت إشكالية الزمان في الفكر الشرقي القديم وفي الفلسفة قبل السقراطية قد ظلت موضوعا لرؤي مبتسرة وشذرات متناثرة، فقد جاء (أفلاطون) في المحاورة التي كرسها للعالم الطبيعي وتفسير نشأته ليفرق بين الزمان والأبدية، وعندئذ بدأت المعالجات النظامية للإشكالية من خلال مفهوم الزمان ليمثل التناول العقلاني الدقيق لها من جهة ومن خلال مفهوم الأبدية ليمثل التناول اللاعقلاني لها من جهة أخرى.
وعلى ذلك– منذ هذا التناول الأفلاطوني- أصبحت هيرمينوطيقا الزمان رحيق الحرية؛ ذلك أنها تمنح الإنسان والنص خلاصًا من تلك السجون والأسيجة، إذ تبتكر فهمًا يتناغم مع أسئلة الحياة الجديدة ولا تكرر ما هو موروث، وإنما تكشف عن الوجوه المتعددة للحقيقة.
|