يعتمد تطور أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية على جودة الحياة بصفة عامة وجودة التعليم بصفة خاصة؛ لأن جودة التعليم أحد أبعاد جودة الحياة، حيث تتحدد جودة الحياة بمساحات الحرية والديمقراطية السائدة في المجتمع ومدى نظافة البيئة وخلوها من الملوثات والخدمات الصحية والتعليمية الجيدة المتوفرة في هذا المجتمع بالإضافة إلى وسائل الأمان المتوفرة والإمكانات المتاحة لشغل الوقت الحر عند أفراد المجتمع وكل ما يعمل على تحقيق الرضا والسعادة لهم وهذا كله يحتاج إلى تضافر الجهود وشعور كل فرد بأنه معنى بتحقيق أهداف المجتمع.
ومصر كبقية دول العالم النامي تواجه تحديات عديدة تمثل عقبات في طريق تحقيق أهداف التنمية، تعيق إطلاق قدرات الإنسان المصري وطاقاته وتحول دون تحويل أكبر عدد من أبنائه إلى أفراد مشاركين بالعمل في تحسين نوعية الحياة وزيادة الإنتاج والارتقاء بجودته.
ويعاني الريف المصري من العديد من المشكلات تحول دون تحقيق جودة الحياة فيه، مثل انخفاض المستوى التعليمي والصحي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي؛ ولذا تبحث الدراسة الحالية فيما يستطيع أن يقوم به التعليم في ضوء رؤيته الجديدة التي تقوم على تحقيق التعليم للجميع بمستوى عال من الجودة وضمان حقوق الإنسان وتحقيق الديمقراطية وكيفية تحقيق مؤشرات جودة الحياة وماذا يمكن أن يفعله لكي يحسن من قيمة هذه المؤشرات في البيئة الريفية.
|