أحدثت التطورات الدراماتيكية المعاصرة المحيطة ببيئة الجامعات المصرية تغيراً جوهرياً في مفهومها، وأدوارها، وفى أنماط تكيفها مع متغيرات بيئتها؛ الأمر الذي يتطلب البحث عن صيغ ونماذج جديدة تستجيب للمتغيرات التى يشهدها العصر على نحو يعيد لمؤسسات التعليم الجامعى المصرى حيويتها وقدرتها على الوفاء بأدوارها المتوقعة فى عصر المعرفة، كما يتطلب تزايد الجهود لإيجاد مداخل ومسارات متجددة تضمن لها تحقيق عمليات التحول بموضوعية وواقعية إلى صيغ جامعية مبتكرة ترتقي من خلالها إلى مكانة تليق بحجم المسئولية الملقاة على عاتقها، وتأتى الجامعة الريادية كأحد أهم الصيغ التجديدية التى تعبر عن استجابة لبيئاتها المتغيرة فى عالم عولمى دينامى شديد التعقيد من خلال قدرتها على تهيئة إمكانات الجامعة واستثمارها كمورد لتعزيز بيئات الابتكار، وإنشاء نظام للتنمية الاقتصادية قائم على المعرفة، ولأن التحول إلى الجامعة الريادية ليس بالأمر الهين؛ فإن البحث الحالى يستهدف من خلال دراسة استشرافية طرح مجموعة من السيناريوهات المستقبلية كبدائل محتملة لمسارات التحول المتوقع أن تتخذها مؤسسات التعليم الجامعى المصرى وصولاً إلى تحقيق صيغة الجامعة الريادية، وقد توصل البحث إلى صياغة ثلاث سيناريوهات هى: السيناريو (الامتدادى)؛ ويرتكز على ثبات الواقع الراهن، والسيناريو (الإصلاحى)؛ ويعنى بالانطلاق فى تأسيس توجه استراتيجى يسمح بدمج الفكر الريادى مع الفكر الإستراتيجى القائم، والسيناريو (الابتكارى)؛ ويقدم مسارات الوصول إلى نموذج الجامعة الريادية. |