يهدف البحث الحالي إلى استكشاف أسس ومؤشرات التكامل المعرفي كتوجه معاصر في البحث العلمي بهدف التطوير الإبستمولوجي (المعرفي)، والميثودولوجي (المنهجي) لبحوث أصول التربية كمجال بيني بطبيعته يهتم بقضايا تربوية أكاديمية ومجتمعية وتنموية يتطلب النظر فيها إلى وحدة المعرفة وتكاملها بما يحقق شمولية المعالجة، وتنوع الرؤى والمنظورات، والاتجاهات الفكرية والمعرفية، والأطر والتراكيب المنهجية، ولتحقيق هذا الهدف انطلق البحث الحالي إلى استجلاء مفهوم التكامل المعرفي وفلسفته، وبيان أهميته، ومبررات تفعيله، وآليات تشغيله في دائرة تجديد وتطوير البحث التربوي في مجال أصول التربية، من أجل الخروج من أزمته الحالية، وتجاوز حالة الانفصام المعرفي والمنهجي الحادث ضمن مجالات هذا الفكر، وتأسيسًا على تلك الخلفية النظرية، وبمراجعة الدراسات السابقة، وفحص الأدبيات عن التكامل المعرفي بهدف تكوين خلفية علمية بشأن استخلاص المعايير والمؤشرات التي يمكن بناؤها، انتهى البحث إلى بناء نموذج تصوري تقريبي للبحث في أصول التربية تقوم فلسفته على بناء معايير أساسية للتكامل المعرفي على مستوى التنظير أو الممارسة ووضع مؤشرات أدائية لكل منها، وقد تم يناء قائمة بتلك المعايير في إطار نموذج تصوري تقريبي قائم على خمس ركائز معيارية أساسية هي: المؤشرات الاستهلالية، والتنظيرية، والمنهجية، والتنظيرية البين منهجية، والتقريرية الإنتاجية، وتضمنت المؤشرات الإجرائية التي يمكن من خلالها الحكم على درجة تحقق المعايير المذكورة، ويوصي البحث الحالي بضرورة توظيف المعايير التي تم تطويرها وفقًا للنموذج المقترح عند تقييم البحوث التربوية وذلك بهدف ضمان مصداقية المساعي والجهود نحو التكاملية ورفع مستوى جودة ونوعية البحوث التربوية لتواكب العصر القائم على التكامل المعرفي. |