رسخت التطورات الكبري التي تشهدها البشرية الوعى بمفهوم العالمية ووحدة المجتمعات، وحفزت الإنسان إلى التوسع بفكره ووجدانه وفعله إلى خارج محيطه الضيق ومساحته الفردية والمجتمعية، ووثقت علاقته ببعديه المحلى والعالمي، لذا باتت مسألة تكوينه وبنائه كمواطن عالمي أمرًا حتميًا، وهو ما يفرض على المدرسة المصرية كأحد أهم مؤسسات التربية والتكوين السعي الجاد لتحقيق هذا الهدف، وبالشكل الذي يحقق الغايات التكوينية لهذا النمط التكويني الإنساني على الوجه الأمثل، لذا يستهدف البحث الحالي إثارة النقاش الفكري والفلسفي حول كيفية هندسة التكوين التربوي للمواطن العالمي بالمدرسة المصرية، وذلك على ضوء الاتجاهات التربوية العالمية المعاصرة، خاصة وأن بناء المواطن العالمي وتكوينه بات مطلبًا تربويًا متناميًا في القرن الحادي والعشرين، ولتحقيق ذلك تناول البحث بالتحليل الإطار الفكري الذي يؤسس لهندسة التكوين التربوي، والأطر الفلسفية والتربوية والتكوينية لبناء المواطن العالمي، وتحليل أبرز الاتجاهات التربوية المعاصرة الداعمة لهذا التكوين، وسبل الاستفادة منها وتوظيفها في هندسة التكوين التربوي لبناء المواطن العالمي بالمدرسة المصرية وتنمية قدرتها كمؤسسة تعليمية على إعداد الطلاب للحياة المعاصرة التي طغت عليها صفة العالمية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وأهدافٍ، وتوجهاتٍ، ودلالاتٍ، ومضامينٍ إنسانية، وقد انتهي البحث بوضع رؤية مقترحة تستهدف هندسة النسق التكويني لبناء المواطن العالمي في المدرسة المصرية على ضوء بعض المبادئ الفلسفية والتربوية المستمدة من الاتجاهات التربوية المعاصرة في بناء المواطن العالمي. |