يتناول هذا البحث دراسة الصورة البصرية للعمران الذي يشمل كل جوانب التاثير الواعي وغير الواعي على البيئه بهدف خلق المجتمع العمراني الذي يتألف من أوعية سكنية وإنتاجية تشكل فيما بينها نسقاً عمرانياً, وهذا التأثير يغير في خصائص المكان إما باحياءه وإضافة معانٍ جديدة إليه أو بإفقاده لخصائصه وتشويهها. وتقوم الدراسة في هذا البحث على دراسة هذا المجتمع العمراني وخصائصه البصرية وتأثير هذا العمران على حياة الإنسان من حيث قيمته وصفاته البصرية التي تظهر من خلال معايشة الإنسان لهذا العمران, وحيث إنه يشبه النسيج من خلال تداخل عناصره التي لايمكن فصل بعضها عن بعض, فهي جميعا مرتبطة ببعضها في تشكيل الصورة البصرية لهذا العمران, ولهذا فإن التشكيل العمراني يعني دراسة عناصر هذا العمران مجتمعة ومنظومة العلاقات التي تربط بعضها ببعض, ويختص البحث بدراسة لأمثلة لبعض المجتمعات العمرانية الجديدة.
وحيث إن هذا النسيج العمراني يعبر في مضمونه عن الخلفية الثقافية والعادات والمعتقدات والظروف المناخية, كجزء من تكوين صورته البصرية, إلا أن التركيز في دراسة هذا البحث سيكون على الهيكل التشكيلي لهذا النسيج ومنظومة العلاقات بين عناصره الأساسية,
|