يعد مفهوم الإتجاه من المفاهيم الأساسية في علم النفس، حيث يشير إلى توجيه الأفكار والإنفعالات اللاشعورية لإستجابة الطالب للمواقف المختلفة، بالإضافة إلى توجيه سلوكياته نحو الأهداف المنشودة، كما يرتبط أيضاً بدوافع الطالب ومعتقداته الخاصة (نوربير سيلامى واخرون ، 2001،ص56).
ظهر مفهوم الإتجاهات لأول مرة فى دراسات علم النفس الاجتماعي قبل عام 1930م ليشير الى ارتباط اتجاهات الفرد وسلوكياته ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض بهدف تفسير المواقف والسلوكيات المختلفة، واعتُبر الإتجاه بمثابة متغير سلوك وسيط لرد الفعل (,2018,p.87 Hsu& Huang).
ميز(Allport,1935) مفهوم الإتجاهات عن المفاهيم النفسية الأخرى كالعادات والاحتياجات، حيث أوضح أن خبرة الطالب تتحدد من خلال التكامل فى تكوين موقف محدد، والتى تم تنظيمها من خلال التفاعل المباشر بين الطالب وبين جميع الموضوعات أو المثيرات التى استجاب لها والمرتبطة بموضوع الاتجاه ، فالاتجاه هو استعداد للسلوك وليس السلوك (Ostrom,1968,p.9).
إن مصطلح الاتجاهات من المفاهيم متعددة التعريف، والذي تباين بشكل كبير تبعاً لوجهات نظر المتخصصين والمنظرين، وبالرغم من ذلك اتفقت بعض الدراسات على أن التقييم هو العنصر الرئيسي في بناء مفهوم الاتجاه (غادةعبدالحميدمنتصر،2019،ص321 ؛schau,2003,p.6؛Albarracín et al,2018,p.4).
وعليه تعددت وتنوعت مفاهيم وتعريفات الاتجاه من قبل المتخصصين و العلماء في علم النفس؛ فتناوله البعض كمفهوم تقييم الاستجابة لدى الأفراد نحو موضوعات أو أشياء معينة، وتناوله أخرين من حيث ربطه بالبيئة الخارجية التي يعيش فيها الفرد ومدى التأثير الذي تحدثه عناصرها عليه من حيث شدة الجذب أو النفور، أما البعض الأخر ربطه بمفهوم القيم أو المعايير السائدة في المجتمع، كما ربطه فريق آخر منهم بإمكانية التنبؤ، أي بما سيكون عليه سلوك الفرد في المواقف المختلفة التي يمر بها(صادق عبيس الشافعي وأخرون ،2014 ،ص133).
ومن هذا المنطلق تعددت أبعاد ومكونات الاتجاهات مما أدى إلى اختلاف المقاييس التى أُعدت لقياسها تبعاً لأغراض عديدة ومختلفة ، حيث تناولت العديد من الدراسات قياس إتجاهات الأفرد نحو الموضوعات المختلفة من خلال أبعاد متنوعة فبعض الدراسات تناولت الإتجاهات فى ضوء ثلاثة أبعاد ممثلة (البعد المعرفى ، البعد الإنفعالى، البعد السلوكى)، فنجد دراسة(Mazana et al,2019,p.210) تناولت اتجاهات الطلاب نحو الموضوعات المختلفة فى ضوء أبعاد الثقة بالنفس والقلق والتمتع (التأثير)، الدافع الجوهري (السلوك)، الفائدة المتصورة (الإدراك)، ودراسة( فوقيه حسن رضوان،2022،ص7) وأبعاد الاتجاهات بها هى البعد المعرفى "الادراك" ، والبعد الإنفعالى "الرغبة والدافعية" ، والبعد السلوكى"الاداء". |