وتمثلت قضية البحث في: رصد دور شبكات التواصل الاجتماعي في دعم ثقافة الحوار بين الشباب العربي, حيث تشهد مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت، حركة ديناميكية من التطور والانتشار، ما جعلها تتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية متكاملة تؤثر في قرارات المستخدمين واستجاباتهم, ومع ما تشهده المنطقة العربية من أحداث ( سياسية - اقتصادية - اجتماعية - وغيرها), زادت أهمية الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي في التعبير عن الآراء ووجهات النظر, الأمر الذي خلق حاله من الانقسام نتيجة اختلاف الرأي والرؤى حول الأحداث المختلفة, وهو الأمر الذي تطلب معرفة الدور الذي تقوم به شبكات التواصل الاجتماعي في ثقافة الحوار من خلال دراسة العلاقة بين مستوى استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من حيث كم التعرض ونوعية المضمون, وأسباب الاستخدام من جهة, وثقافة الحوار لدى الشباب العربي من جهة أخرى, واعتمدت الدراسة على نظرية "المجال العام", واعتمدت الدراسة على منهج المسح, وتم أجراء الدراسة على: عينة عشوائية قوامها 400 مفردة من الشباب العربي, خاصة شباب دول ( السعودية - مصر - الإمارات - الكويت), وخلصت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة بين كثافة التعرض لمواقع التواصل الاجتماعي وبين تنمية ثقافة الحوار لدى الشباب العربي عينة الدراسة، سواء سلبا أو أيجابا حيث أنها خلقت مجالا للحوار, وهو الأمر الذي يعتبر من أبرز وظائف شبكات التواصل الاجتماعي, إلا أنها لم تضع حدود تنظيمية لهذا الحوار, الأمر الذي جعله في كثير من الأحيان يكون حوارا سلبيا نتيجة اختلاف وجهات النظر, وقلة مساحات الاتفاق في الرأي. وأشارت أيضا لتأثير كثافة التعرض لمواقع التواصل الاجتماعي على تقييم الشباب العربي للغة الحوار في تلك المواقع، حيث أنه يوجد لغة خاصة في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي-خاصة بين الشباب-, تلك التي يطلق عليها "العربيزي" أو "الفراكو أراب", وهي اللغة التي يـألفها الشباب المستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي, على خلاف المستخدمين من الفئات الأخرى. وكان (موقع انستجرام) أكثر تأثيرا في تدعيم ثقافة الحوار لدى الشباب العربي، وفي المرتبة الثانية موقعي (اليوتيوب وسناب شات)، وفي المرتبة الثالثة, (موقع الفيس بوك)، وفي المرتبة الاخيرة (موقع تويتر), ما يشير إلى أن أكثر المواقع شعبية وانتشارا تأتي في المرتبة الأخيرة من حيث العلاقة بتدعيم ثقافة الحوار, نظرا لتحولها لساحة من الصراع الفكري واللفظي في كثير من المواقف. |
