وتمثلت قضية البحث في: رصد وتحليل دور شبكات التواصل الاجتماعي في المجتمع المصري خاصة بعد عام 2011م, حيث وفرت تلك الشبكات مجالا عاما خصبا لتبادل الآراء والتعبير عنها, مما أدى لحدوث تغييرات وتحولات سياسية كبيرة بدأت بثورة 25 يناير عام 2011م، وما تبعها من أحداث سياسية مختلفة حتى ثورة 30 يونيو عام2013م، مع التركيز على رصد المجال العام في مصر بعد وصول أول رئيس مدني منتخب بعد الثورة للحكم، وعدم قدرته على إدارة العديد من الملفات في البلاد، حيث اعتبرت بعض القوى السياسية أن هناك إخفاقات كثيرة في الأداء السياسي للرئيس الأسبق؛ لذا ظهرت حملة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني، واللذان طالبا بتنحي الرئيس طواعية، أو الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، أو عزله قسرا، معتمدين في دعوتها على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة شبكة الفيس بوك لتحقيق ذلك الأمر, وهو ما تم محاولة التعرف عليه من خلال الوقوف على مدى مساهمة صفحتي تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني في معالجة القضايا السياسية المتعلقة بأحداث 30 يونيو، عبر شبكة الفيس بوك واتجاه الشباب نحو هذه القضايا خاصة فيما يتعلق بالهدف الرئيسي للحملة وهو عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. واعتمدت الدراسة على نظرية "المجال العام", واعتمدت الدراسة على منهج المسح, وتم أجراء الدراسة على: عينة عمدية من الشباب المصري قوامها 600 مفردة أخذت من شباب القاهرة الكبرى، شريطة أن يكونوا من مستخدمي شبكة الإنترنت وتحديدا شبكات التواصل الاجتماعي, وتم تحليل مضمون (5127) منشور بواقع (3876) منشور بالصفحة الرسمية لحركة تمرد و(1251) منشور بالصفحة الرسمية لجبهة الإنقاذ الوطني, عبر شبكة الفيس بوك, وخلصت نتائج الدراسة إلى أن صفحتي حركة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني قامتا بدورا كبيرا في حشد الشباب المصري عينة الدراسة نحو المشاركة في ثورة 30 يونيو, إلا أن تأثيرها لم يكن هو التأثير المباشر والأبرز على خلاف ثورة 25 يناير, حيث كان هناك عدد من العوامل المؤثرة على دفع الشباب المصري للمشاركة, أبرزها كان الفاعليات الميدانية من خلال جمع التوكيلات الخاصة بسحب الثقة من الرئيس الأسبق محمد مرسي, بالإضافة لدور البرامج الحوارية. وبرغم اعتماد صفحتي حركة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني على الشكل السياسي إلا أنهما لم تهتما بكل القضايا السياسية أو حتى مناقشتها, وقاما بالتركيز فقط علي قضية عزل الرئيس الأسبق. |