وتمثلت قضية البحث في: كثرة عرض البرامج الحوارية على القنوات الفضائية من جهة وإقبال الجمهور المصري على مشاهدتها من جهة أخرى, وهي البرامج التي تهتم بالقضايا السياسية تحديدا في ظل مرحلة التحول الديمقراطي التي مرت بها البلاد في تلك الفترة والتي أعقبت ثورة 25 يناير, وتركيزها على الأحداث خاصة السلبية منها (عنف - قتل - مظاهرات .... وغيرها) مما قد يؤثر على مستوى الخوف الجمعي لدى الجمهور المصري-خاصة الشباب-, ويعمل على إحداث قلق نحو المستقبل لديهم, لذلك وجب التعرف على مدى إدراك الشباب المصري للقضايا السياسية المقدمة من خلال البرامج الحوارية المعروضة على القنوات الفضائية, لدراسة العلاقة بين مستوى التعرض للبرامج الحوارية من حيث كم التعرض ونوعية المضمون من جهة, وبين قلق المستقبل لدى الشباب المصري من جهة أخرى. واعتمدت الدراسة على مدخلين نظريين يتكاملا فيما بينهما هما:" النظرية المعرفية, ونظرية الغرس الثقافي", واعتمد البحث على منهج المسح, وتم أجراء الدراسة على: عينة بشرية عشوائية قوامها 200 مفردة من الشباب المصري, وعينة عمدية لعدد من برامج الرأي الحوارية التي حازت على أعلى المعدلات في نسب المشاهدة خلال فترة تغطيه التحليل وهي برامج: "العاشرة مساءا", برنامج "هنا العاصمة", وبرنامج "آخر النهار", وخلصت نتائج الدراسة إلى أنه يوجد علاقة بين التعرض للمحتوى السياسي في البرامج الحوارية وبين ارتفاع مستوى قلق المستقبل لدى الشباب المصري, وذلك نتيجة اضطراب المشهد السياسي في مصر في ذلك الوقت, وسيطرة الانفلات الأمني على طبيعة الأحدث وقتها, الأمر الذي أنعكس على قلق المستقبل لدى الشباب المصري عينة الدراسة. وأن البرامج الحوارية في الفترة ما بين ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو قامت بدورا هاما في التوجيه الثقافي السياسي للشباب المصري عينة الدراسة, بالإضافة إلى تأثير المحتوى المقدم بها على قلق المستقبل لدى الشباب المصري عينة الدراسة, وهو الأمر الذي يعود لارتفاع معدل المشاهدة للبرامج الحوارية من قبل الشباب المصري عينة الدراسة في فترة التحليل. |