يهتم البحث الحالي بدراسة جماعات من أطفال الشوارع باعتبارهم يشكلون ثقافة خاصة جانحة تميزهم عن غيرهم، حيث أن لكل مجتمع ثقافة أم (Mother Culture)، وأي مجتمع يتكون من عدد من الجماعات التي هي بدورها لها ثقافات فرعية، تتفق في بعض جوانبها وتختلف في بعضها الآخر مع الثقافة الأم القائمة في المجتمع، وباعتبار أطفال الشوارع جماعة من جماعات المجتمع فإنه يمكن القول إن لهم ثقافة فرعية خاصة بهم.
ويتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف علي سمات الثقافة الخاصة الانحرافية بين أطفال الشوارع والتعرف علي أكثر الجرائم انتشاراً بينهم، من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية:
1- التعرف علي الأسباب التي دفعت بهؤلاء الأطفال للخروج للشارع.
2- الوقوف علي آليات تكوين جماعات أطفال الشوارع.
3- التعرف علي نمط طريقتهم في الحياة.
4- التعرف علي سمات الثقافة الانحرافية بينهم.
5- التعرف علي شكل الاستجابات المنحرفة بينهم.
6- التعرف علي المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في الشوارع.
7- التعرف علي خصائص أفراد الجماعة في الشارع.
واعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي التحليلي، وطريقة دراسة الحالة لجماعة من أطفال الشوارع فى مدينه بنها بمحافظه القليوبية، وتبدأ الدراسة بمقدمة منهجية في الدراسة تم فيها عرض أهمية الدراسة، مشكلة الدراسة، أهدافها، تساؤلاتها والمفاهيم الخاصة بها، وتتكون من ستة فصول، يتناول الفصل الأول ظاهرة أطفال الشوارع (المفهوم – الحجم – التفسير)، كما يتناول الفصل الثاني الاتجاهات النظرية، ويتناول الفصل الثالث الدراسات السابقة، ويأتي الفصل الرابع ليتحدث عن نشأة الجماعة واستمراريتها، والفصل الخامس يتحدث عن ملامح الثقافة الخاصة لأطفال الشوارع، ويعرض الفصل السادس للنتائج والتوصيات. ثم مراجع وملاحق الدراسة، وأهم النتائج التى توصلت لها الدراسة أن أفراد الجماعة يشكلون فيما بينهم ثقافة خاصة جانحة تتمثل فى تعاملهم مع بعضهم البعض وسيادة لغة مشتركه بينهم وخضوعهم للمعايير التى يفرضها قائد الجماعة،وتوصلت الدراسة إلى أن أفراد الجماعة يتسمون بمجموعة من السمات السلوكية منها ( العدوانية- تعاطى المواد المخدرة- سوء الحالة الصحية - التمثيل والخداع- التمرد).
|