لا شك أن من سنن الله تعالي في كونه الاختلاف بين الناس وتلك حقيقة طبيعية ، فالناس مختلفون في طباعهم وعقولهم ومداركهم وألوانهم وألسنتهم ، وكذلك مختلفون في معارفهم واتجاهاتهم وأرائهم ومناهجهم ، وكل ذلك يؤكده قوله تعالي" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم"(1) .
ومن ثم فإن من النواحي الروحية التي ما تزال مجهولة أو غامضة ، وكذلك بعض الشخصيات الروحية التي ما تزال مجهولة وغير معروفة علي حقيقتها ، مما لو عني بها الباحثون ودرسوها بعناية وإخلاص وتجرد عن الهوى والتعصب لا وصلوا فيه إلي نتائج قيمة يكون لها أثر كبير علي الفرد والمجتمع ،وهذا ما يؤكده الدكتور مصطفي حلمي يقوله :" أن الوقوف علي الأذواق الروحية والمعاني الصوفية من المثل العليا والمبادئ السامية التي إن أخذوا أنفسهم بتحقيقها والخضوع لها ، سلموا من كثير من الفتن والشرور ، وكانوا بمنجاة مما تتأذي به الإنسانية من المحن والخصومات التي تولدها الخصومات والحروب (2) .
|