إن لمؤسسات التعليم العالي دورا مهما ومكانة متميزة بين مختلف المراحل التعليمية وذلك لتعاظم دورها في حياة الأفراد والمجتمعات، لكونها تسهم في رفع مستوى الوعي والثقافة لدى الطلاب نحو الأهتمام بمجتمعاتهم وتحمل مسؤولياتهم من خلال المشاركة الإيجابية في الأعمال التطوعية لدعم جهود المؤسسات المجتمعية.
وتشير أدبيات التنمية الحديثة إلى أن العمل التطوعي هو « رأس المال الاجتماعي» أي الروابط القائمة على القيم والإخاء والمعايير الاجتماعية ويشمل التعاون والتراحم والثقة والصدق والتكافل وغيرها.
ويساهم العمل التطوعي في اظهار صورة إيجابية عن المجتمع، ويوضح مدى ازدهاره، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده؛ كما يعد ظاهرة إيجابية، ونشاطا إنسانيا مهما، ومن أحد أهم المظاهر الاجتماعية السليمة.
وعلى الرغم من أهمية العمل التطوعي والفوائد التي يحققها للفرد والمجتمع الا أنه يواجه بالعديد من المعوقات الإدارية والتنظيمية والاجتماعية والمؤسسية، وبالتالي ضرورة دراسة دور الجامعات في تنمية وتعزيز العمل التطوعي والمسئولية الاجتماعية لدى طلاب الجامعة وسبل تعزيز وتعظيم هذا الدور.
ومن هنا نبعت فكرة هذه الدراسة والتي تمركزت حول الأسئلة التالية:
ما أسباب عزوف طلاب الجامعات عن العمل التطوعي وتحمل المسئولية الاجتماعية من وجهة نظرهم؟
ما أساليب تعزيز وتعظيم دور مؤسسات التعليم العالي في تنمية العمل التطوعي والمسئولية الاجتماعية لدى طلاب الجامعات من وجهة نظرهم؟
وقد تم إعداد استبيان لتحديد أسباب عزوف الطلاب عن العمل التطوعي، وأساليب تعزيز وتعظيم دور مؤسسات التعليم العالي في تنميته من وجهة نظرهم، وتم تطبيقها على عدد (200) طالبا وطالبة من طلاب الفرقة الرابعة بكلية التربية جامعة بنها وتوصلت الى مجموعة من النتائج ومن ثم التوصيات والمقترحات. |
