تعد البدايات الأولى لمعرفة مسرح الأطفال من خلال المسرح المدرسي الذي أتى بفكره وفنه الفنان زكى طليمات عام 1937م بعد عودته من بعثته في لندن. وكان هذا المسرح قاصراً على طلاب الثانوية لاكتشاف المواهب الفنية وصقلها ورعايتها .. وكانت أيضا منفذا لتقديم مسرحيات لكبار المؤلفين هدفها الوعظ الديني أو الأخلاقي .
وبعد قيام ثورة يوليو 1952م اهتمت الدولة بالفن المسرحي والفرق المسرحية التي دعمتها ماليا وتشجيع الكتاب على التسابق في الكتابة المسرحية, كل ذلك من أجل دعم مبادئ الثورة الستة التي ناشدت الدولة الشعب الإيمان بها* ...
ومن ثم كان من الضروري أيضا أن تهتم الدولة بالأطفال, وتخصهم بمسرح لتحقيق أهدافها في تكوين ثقافة الطفل في الطاعة والولاء للدولة والكبار, فأنشئ أولاً مسرح العرائس 1957م وذلك ضمن خطة الدولة بعد الثورة للنهوض بالحركة المسرحية كواجهة حضارية للمجتمع المصري, وظهر أول عرض مسرحي على مسرح العرائس في 1959م . وكانت معظم الأعمال المسرحية تتناول قيم الطاعة بالأمر والنهي وقيم أخلاقية وسلوكيات التي اعتبرت أهم القيم حينئذاك .
" لقد أنشئ مسرح الطفل بعد الثورة بمعرفة الدولة ولتحقيق أهدافها في تكوين الثقافة في خدمة التوجه السياسي, ومن بين هذه الأدوات الثقافية, كان مسرح الطفل الذي استغل منذ عام 1960م باعتباره عاملا مؤثرا في طبيعة التكوين السياسي المستهدف, حتى يتم تشكيل الأطفال والشباب وفق التصور السياسي الجديد
|
