فصل تمهيدي(1)
في نشأة أصول الفقه والتعريف به
المبحـث الأول : في نشأة علم أصول الفقه وتدوينه
الدارس لتاريخ التشريع في مراحله المختلفة يجد أن الوحي الإلهي بقسيمة المتلو "وهو القرآن" وغير المتلو "وهو السنة" كان مصدر التشريع في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن هناك ضرورة تدعوه صلى الله عليه وسلم إلى وضع قواعد وأسس يسير عليها في تشريعاته.
فإذا طرأ ما يقتضي تشريعاً في خصومة أو واقعة أو سؤال أو استفتاء أوحي الله عز وجل إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بأية أو آيات فيها حكم ما أريد معرفته من أحكام ثم يبلغ صلى الله عليه وسلم ما أوحي إليه وكان شرعاً واجب الإتباع.
فإن كل ما يقتضي تشريعاً ولم ينزل قرآن يبين الحكم ولكن الله عز وجل الهمه صلى الله عليه وسلم الحكم اجتهد صلى الله عليه وسلم في التعبير عنه بقوله أو فعله أو تقريره فهذا الحكم حكم إلهي ليس له صلى الله عليه وسلم فيه إلا التعبير عنه وإذا طرأ ما يقتضي تشريعاً ولم ينزل قرآن يبين الحكم ولم يلهمه الله اجتهد صلى الله عليه وسلم في معرفة الحكم والتعبير عنه. وهذا الحكم إن كان صوابا أقره الله، وإن كان غير ذلك بين الله عز وجل له الصواب.
|