لا شك أن ظهور تكنولوجيا جديدة فى مجالات متعددة ، ومنها مجال التكنولوجيا الحيوية، قد أسهم فى تطور استراتيجيات شركات القطاع الخاص بصفة خاصة، الأمر الذى أسهم فى تطور الاقتصاد الدولى بصفة عامة .
وقد أصبح من الملاحظ أن الدول تتسابق فى ظل هذه الثورة التكنولوجية فى جذب الاستثمارات فى مجال البحوث المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية ، خاصة وأن هذا المجال يتمتع بقدرة واعدة على تحقيق النمو الاقتصادى والازدهار والتقدم فى جميع المجالات .
ولاشك أن الاستثمار الفعال للمعرفة هو أحد أهم العوامل التى تساهم فى تقدم وازدهار اقتصاديات الدول . بل وأكثر من هذا أصبحت قوة الدول الاقتصادية والسياسية تقاس بمدى قدرتها على السيطرة والتحكم فى مجالات التكنولوجيا الجديدة والمتعددة ، وعلى تصدير المعرفة المتعلقة بها. فالقدرة على الابداع ، المتمثلة فى هذه الثورة العلمية والتكنولوجية هى عاملاً أساسياً لتحقيق توازن القوى الدولية ( ) .
ويؤدى إجراء البحوث على الخلايا الجذعية دوراً هاماً فى تقدم التكنولوجيا الحيوية وتطويرها . ولكن وعلى الجانب الآخر تحتاج هذه البحوث من الشركات العاملة فى هذا المجال إلى تمويل ضخم محفوف بالمخاطر ، ذلك أن إجراء مثل هذه البحوث لم يحقق بعد كل الأهداف المرجوة منه . كما أن الاستثمارات التى خصصتها تلك الشركات لاجراء البحوث على الخلايا الجذعية تصطدم بالشكوك التى مازالت تحوم حول آفاق هذه البحوث.
فمن ناحية ، تثير إمكانية الحصول على براءة اختراع فى مجال بحوث الخلايا الجذعية الجنينية ذات الأصل البشري مشاكل أخلاقية ودينية وقانونية واضحة ، فضلا عن تداعياتها على حقوق الإنسان ( )
ومن ناحية أخرى ، تستلزم حماية الاستثمارات فى مجال بحوث الخلايا الجذعية ، منح براءات اختراع فى مجال إجراء مثل هذه البحوث، باعتبار أن هذه البراءات تعد أحد أهم آليات الملكية الصناعية المؤثرة فى هذا المجال. كما أنها تلعب دوراً بارزاً فى تحقيق التقدم العلمى ، الذى يعد عاملاً أساسياً فى تحقيق الازدهار الاقتصادى الذى تسعى إليه جميع الدول .
أهمية موضوع الدراسة:
يسهم إجراء البحوث فى مجال الخلايا الجذعية الجنينية البشرية فى تطور العلوم الطبية، وفتح آفاقاً علاجية مهمة للتداوى من بعض الأمراض المزمنة ، وإصلاح نسيج الخلايا التالفة وهو مايسمى بالطب التجديدى ( ).
بيد أن إجراء البحوث فى مجال الخلايا الجذعية يثير جدلاً واسعاً حول الضوابط الأخلاقية والدينية والقانونية لإجراء مثل هذه البحوث ، وتطبيقاتها العملية ، والمجالات العلاجية المناسبة لاستفادة المرضى منها .كما يرتبط أيضاً بضرورة توفير حماية قانونية للاختراعات فى مجال هذه البحوث عن طريق منحها البراءة إذا توافرت شروطها .
وقد أدى التطور الهائل لبحوث الخلايا الجذعية إلى استحداث مشكلات لم تتناولها التشريعات الحالية الأمر الذي يستلزم مراجعة هذه التشريعات وتعديلها بما يتواءم مع هذا التطور.
خطة الدراسة :
فصل تمهيدى : مفهوم الخلايا الجذعية وبراءات الاختراع .
الفصل الأول : الضوابط الأخلاقية والدينية والقانونية لإجراء البحوث على الخلايا الجذعية الجنينية البشرية .
الفصل الثانى : قابلية الاختراعات فى مجال بحوث الخلايا الجذعية الجنينية البشرية للحماية بالبراءة .
الفصل الثالث : شروط البراءة للاختراعات فى مجال بحوث الخلايا الجذعية الجنينية البشرية .
|